زها تشرق في بغداد

زها تشرق في بغداد



هادي جلو مرعي
تبدو المعمارية العراقية واثقة من نفسها الى حد بعيد وهي تتحدث عن هندسة البناء، ومستقبل العمران في العالم، ويمكن إدراك ذلك من خلال التجدد في تصاميم البناء سواء المتعلق منه بالمتاحف والأبراج العالية، أو ملاعب كرة القدم، والأبنية الفخمة، والفنادق، والبنوك الكبرى التي تبهر الناظر الذي يتطلع الى سنوات قادمة تتحقق فيها تصاميم زها، وترى النور، بينما يكون قد مضى وقت على رحيلها الصادم عن عالمنا المصاب بذهول سببه القبح الذي يطغى على سلوك البشر، وعلاقات الدول، ومطامع الكبار، والرغبة في الهيمنة والنفوذ غير القانوني.
تشير بعض الإحصائيات إلى ان عدد الرافعات العملاقة (الكرينات) العاملة في المشاريع العامَّة في العالم يقدر بحدود 100 ألف رافعة، وأن 5 الى 10% منها يعمل في الإمارات العربية المتحدة، وإذا لم تكن الرافعات العملاقة العاملة في البناية الجديدة للبنك المركزي العراقي هي الوحيدة في العراق فهي الأنشط بالتأكيد حيث أنها تعمل على مدار (24) ساعة يومياً، وعندما تشاهد تلك الرافعات وهي تعمل باشراف خبرات عالمية فإن ذلك يعطيك الأمل بأن هناك زاوية للبناء والإعمار، وإن هناك  بوابة للأمل تعيد لنا الثقة بقدرتنا على أنشاء أبراج وبنايات خاصَّة بنا، وهي أمنية طالما راودتنا ونحن نزور بلدان العالم، ونندهش من بناياتها الشاهقة والمتقنة والجميلة، ونتطلع الى تحقيق المزيد من تصاميم زها في بغداد وفي كل مدينة عراقية.
بناية البنك المركزي في بغداد صممتها الرائعة زها حديد بأقل كلف بالنسبة لما صممته من مشاريع اخرى، أعدت كلف إنجازها شركات عالمية (Aecom) تنفذها حاليا إحدى كبريات شركات البناء وهي شركة أنجزت بنايات مهمة كأبراج اللهب ومركز حيدر علييف الشهير في باكو) وكانت كلف الإنجاز، والعقد الموقع أقل بما نسبته 9٪ من الكلفة المخمنة.
البنك المركزي الجديد سينجر في منتصف 2022 وسيكون برجه الشاهق محط انظار كل من يزور بغداد العريقة، ونحن نعلم بأن العراق يستحق الأفضل.

إرسال تعليق

0 تعليقات