ان الشعوب التي تعيش في اجواء سياسية مضطربة وتحت الوصايا الدينية والعقائدية وزيف الروايات التأريخية والمتغيرات الامنية على مدى عقود تصبح فاقدة للأهلية والحرية وابدا الرأي وتكون غير مهيئة لعمل اي من انواع الاحتجاج بغض النظر الى حجم الدمار والخراب الذي يطال الانسان وما حوله من اشياء حسية ومعنوية لذلك تتولد حالة من الاستقرار والتسليم النفسي لديهم وينصب التفكير نحو ممارسة منحسرة تبدأ بالدينية بشكلا مباشر والدين هنا لاعلاقة له بالحق والعدل وانما هو مجرد أداء للطقوس والممارسات واستيفاء للشكل والوجاهة ولا ينصرف احيانا للسلوك والتصرف فالذين يمارسون بلا حرج الكذب والنفاق والكثير من الحرمات يحسون بالذنب فقط اذا فاتتهم احدى اوقات الصلاة ولا يتم الدفاع عن الدين الا اذا تأكد أنه سيطاله تهديد او أذى او لدافع اقصائي كونه غير مؤهل لقبول الاخر ضمن ايديولوجيا التعبئة الذهنية ..اما اجتماعيا يكرس اهتمام المجتمع نحو لقمة العيش واخضاع الجميع نحو الاستجداء والتخلي عن الحقوق والرضى بالقليل دون الاعتراض و الوفض وسلب حرية الاختيار واجبارهم على المشاركة في الانتخاب لدوافع طائفية ومناطقية ودن الاهتمام ومعرفة بحقوقه السياسية .. ومن الناحية التكوينية ينشأ الفرد كجزء من مجاميع تتمثل بالعشيرة او ما يشابهها على نفس الافكار والقوانين المخالفة للنظام القيمي يعبر الافراد عن طريقها عن الميول والغرائز بعيدا عن متطلبات بناء النظام الاجتماعي والنسيج الأسري .. وفي مرحلة صناعة القرار تتخذ المجاميع الصمت ويترك الامر لرئيس القبيلة او لزعيم الجماعة او لصاحب رأس المال لذلك تخضع هذه الشعوب التي نتتمي لها تحت وطأة التخلف والرجعية رغم الزيادة في عدد المتعلمين والمدعين بالثقافة متخذين منهم بديلا للرب او وكيلا عنه كونهم ببساطة لايحتاجون الى الحرية ولا يؤمنون بها رغم أكذوبة الديمقراطية التي ينادون بها لتترسخ قناعاتهم باشخاص يجرونهن نحو هاوية التطرف لخدمة اهوائهم واهدافهم في تعزيز العبودية الاختيارية التي تغييب العقل الجمعي العاجز عن التفكير والفهم ليكون العقبة و العائق الحقيقي لحدوث التغيير الذي لن يتحقق الا عندما يخرج من عالمه المتجمد وقناعاته الخاطئة.. وهذا هو سبب انهيار المنظومة القيمية والشخصية للجماعات التي تحتاج من يقودها دوما ومن يتخذ دونها القرارات ومن يقحمها من ازمة لأخرى ومن يملي عليهم ما يقولون وما يفعلون فهم القطيع الضال بين فوضى السياسة والاكاذيب الدينية واغلال العبودية التي اختاروها بديلا لهم للعيش وسط اجواء تحفظ لهم الكرامة وتضمن لهم الحقوق التي سلبت تحت حماقات الحاكم الذي لا يخطأ ولا يعاقب لابل ربما يستحق ان يعُبد لضمان استمرار الحياة بحسب جمهور القطيع .
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم