محمد السراي
ان ما يتعرض له الفرد من انتهاكات عقلية ومعنوية اثناء فترة بلوغه في المجتمع من العادات والاعراف والتقاليد التي توصله حد السذاجة والسطحية معاً في بعض الاحيان تعمل على ايقاد انحرافات وعقد لا يستوعبها عقل ولا ضمير قادرة ان تصنع منه جسد بلا رأس كجثة هامدة وظيفته تناول الطعام وتنفيذ الاملاءات والخضوع الدائم وفق مفهوم "الوصاية" في ضل متغيرات وتحولات عصفت بالقيم الروحية والانسانية فكانت الاقرب لقلبه والأنفذ لعقله سالبتا معها جوهر الوجود وقوى الطبيعة الفطرية ومدركات الحياه لاسباب يجهلها او يحاول تجاهلها لطمس ملامح المجتمع وتهميش قدراته واشغال الافراد بصراعات تمس عصب الوجود خادشة لنسيجه الاجتماعي والذوق العام لتكريس مفهوم العبودية وملكية الجسد واشعال شرارة الثأر والبداوة مع التجويع والاقصاء والغاء البدائل وانعدام الخيار لتغدو الافراد في غيبوبة فكرية دائمة طريحة فراش الاعراف والتخلف بما هوة مسموح وفق منطق القبيلة دون حراك جسدي ينتفض على الاغلال التي كبلت انامله ودقت حنجرته ان اراد البوح او من يحاول ان ينعش عقله بقليل من العلم يسترد من خلاله كرامته التي هدرت على قارعة طريق العيش ويفك اسر بنات افكاره المهمشة ، لتكمن فلسفة المجتمعات المتأخرة على رفض العلم وان اي محاولة عملية لتحريك عجلته تعد محاولة غير علمية وفق مفهومها وهذا ما نشأت عليه الكثير من الاجيال تاركين عقولهم لاخرين يتحكمون بها وفق رغباتهم او بما يرونه مناسباً فنحن لا نملك الى الطاعة فالاجساد والعقول غير مرهونة لاصاحبها بل هي ملك للاسياد من اصحاب النفوذ الديني والسياسي والاقتصادي في هذه الحقبة الزمنية وهذه هي الفلسفة الحديثة التي تبنى عليها مجتمعاتنا المتأخرة فقدر لنا ان تسلب الارادات وتصادر الحقوق والحريات وتعميم الفاشية وترسيخ الأدلجة المجتمعية وان نرضى بطرق غير معبدة ومؤسسات غير مؤسسة وحكومات تحتاج الى حكومات ، فمصادرة الراي وتغييب العقل سياسة الالفية القادمة لوطننا الجديد الذي تدار قراراته عن طريق صفحات المواقع وجيوش المعلقين واقلام المادحين بشكل متفق عليه ليتماشا مع محركات العصر والتقدم الالكتروني عبر منصاته المختلفة لتعميق الانحدار نحو الخرافة واخراجها للعلن بمسميات عدة عبر اشخاص غير راشدين يديرون المشهد ويتحكمون بجمهور كبير ويجدون من يصغي لهم دون نقاش وهذا ما نحن عليه وما وصلنا له من خلال تصديق الاكاذيب والوعود لمن يديرون عجلة الحياه لوطن قدر له ان لا يمر بفترات ربيع وان لا يستنشق رائحة الورد وان لا يكون له موعد مع السلام عند شاطئ الحياة بسبب مؤامرات الخارج وصراع الداخل وفق فلسفتهم التي ستزول عندما يتحرر الافراد من قيود وافكار الهيمنة الرجعية والاحتلال الفكري والانفتاح على الثقافات الاخرى والعودة الى الاصول التأريخية المزدحمة بالمنجزات العلمية الرافضة للعبودية والداعية للقيم التصالحية والتحررية ونبذ الافكار الفارغة والتوجه نحو العلم فقط دون الاكتراث للأمراض الاجتماعية .
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم