منى المالكي
... شهد التاريخ الإسلامي في كربلاء واقعة حادثة الطف (عاشوراء) واقعة مؤلمه حدثت بين قوى الخير المتمثله بالامام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) وأهل بيته وبين قوى الشر المتمثلة بيزيد بن معاوية بن أبي سفيان وجيشه الكبير في شهر محرم الحرام سنة ٦١ هجرية ٦٨٠ ميلادية.. ((كذب الموت فالحسين مخلد
كلما مر الزمان ذكره يتجدد))
في كل عصر من العصور، وفي كل مجتمع من المجتمعات نجد أن هناك إنسان يتمتع بمواصفات ومؤهلات مميزة، تساهم في إنهاض المجتمع وانتشاله من الهوة إلى القمة.
ولو تتبعنا رسالات الأنبياء بدءاً من النبي آدم إلى خاتم الأنبياء النبي محمد لوجدناهم ممن يتميزون بهذه الميزة، وكم جاهدوا وضحوا ولاقوا المصاعب والمتاعب من قبل مجتمعاتهم، ولكنهم كانوا مصرين على هدفهم وهو تحقيق قيم التوحيد في ذلك المجتمع.
من هنا يمكن القول أن هناك ( إنسان ) استثنائي في كل مجتمع، (إنسان) مميز، (إنسان) يسعى جاهداً ومجاهداً للتغيير نحو الأفضل، ولأخذ المجتمع إلى قمة الرقي. وبعبارة أخرى إن في كل مجتمع ضميراً حياً، وقلباً نابضاً يدفع بالمجتمع إلى الأمام دائماً.
وهذا ما نجده جلياً في الإمام الحسين ، فلقد كان ولا يزال الضمير الحي في هذه الأمة، وذلك من خلال ما قام به من تضحيات تقف الأفواه والأقلام عاجزة عن وصفها،
ولأن الإمام الحسين ضمير الأمة فإنه يبعث الهمة والتمرد والانتفاضة الذاتية في كل فرد يقرأ الإمام الحسين مشروعاً، ومنهجاً، وراية، وخرج من نطاق القراءة إلى نطاق العمل والالتزام بكل قيمة من قيم الحسين .
ولأن الإمام الحسين ضمير الأمة فإنه يُعلم الناس كيف يرفضون المساومات، وكيف يتمسكون بالحق ويرفضون الباطل رفضاً قطعياً فهو القائل كلمته الخالدة لعبدالله بن عمر عندما أراد أن يثبطه عن عزمه: ( أنا أبايع يزيد، وادخل في صلح؟!!
وقد قال النبي فيه وفي أبيه ما قال)؟
إن الحسين هو مشروع النهضة للأمة، فـ ( ما من أمة تقتدي بالحسين إلا وتنتصر به على أعدائها. وذلك بعض ما عوّض الله به الحسين جزاء ما قدمه في سبيل ربه
فعندما تجد الأمة نفسها في مواجهة من يريدون إخضاعها وإرغامها على البقاء في صفوف التخلف، فما عليها إلا أن تلجأ إلى هذا النهج المتقد،فهو السبيل للتحرر من التبعية والتخلف.
ولكن من تمسك بالنهج الحسيني قولاً وفعلاً بدّل هذه المقولة وقهر ذلك الجيش الأسطورة وعلمه درساً لن ينساه أبداً، وجعله يعاني من تلك الهزيمة إلى يومنا!!
وهذا ما يفعله الحسين بمن يقتدي به و بمن يرفع شعاراته وكلماته ...وما كلمة: ( هيهات منا الذلة...)
إلا تحد في وجه كل من يكره الرقي للمجتمعات الشيعية، وهي شعار يرفعه أهل العزة والكرامة، وهي شعار يرفعه أهل الضمائر اليقظة.
إذاً الحسين ضميرٌ حيٌ ... وما خاب من تمسك به ... وما ضيّع الحسين مواليه ومحبيه فهو يأخذ بيدهم نحو الانتصارات، ويرشدهم نحو الصواب، ولهذا لابد من التمسك بنهجه إلى قيام يوم الدين ومااشتياقي الا للغريب الظامي.. لبيك ياحسين .
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم