كانت تعمل في أحد نوادي بغداد "تحضّر المقبلات والمكسرات" على الطاولات. هي اليوم تتحسر، بألم كبير لخسارة عملها، وباتت تبحث عن بديل عنه في محافظة أربيل عاصمة اقليم كردستان شمال العراق.
تتحدث شيرين النعمة (34) عاماً، عن المرارة التي عانتها خلال عملها والتجربة التي عاشتها والاسباب التي أدت إلى انهاه في الملهى الليلي الصاخب بالموسيقى الشعبية في منطقة العرصات وسط العاصمة بغداد، وقالت لـ"النهار العربي": "منذ سبعة اعوام وأنا أعمل في ذلك النادي مع مجموعة من الفتيات العراقيات وبأجور مرتفعة وصلت إلى 1000 دولار أميركي في الشهر لكن في الايام الاخيرة استغنت ادارة النادي عن عدد من العاملات العراقية بصورة مفاجئة ولم اكن اعرف ان التقليص يشملني أيضاً".
وتضيف الفتاة التي كان عملها يقتصر على إعداد المقبلات والمكسرات للزبائن، "عندما استفسرت من احد المقربين من ادارة النادي عن سبب فصلي من العمل، قال لي أن مدير الصالة قام بالتعاقد مع مجموعة فتيات سوريات للعمل في النادي بدلاً عن العراقيات".
وسألت شيرين أحد المقربين من الادارة، "هل سيتم انهاء خدماتي مثلما حدث مع زميلاتي؟ أجابها: "لا اعرف لكن بالتأكيد أن الادارة ستخيرك بين امرين: إما الموافقة على تقليل الأجور او ترك العمل".
عاشت شيرين، الأم المعيلة لطفلين، والتي تسكن في شقة صغيرة استأجرتها سابقاً، لحظات خوف وقلق من أن يصيبها كما أصاب زميلاتها، وتروي قصتها قائلة إنه "بعد مرور أسبوع على قرار خفض عدد العاملات العراقيات، طلب منها مدير الصالة أن تجلس معه في غرفة الادارة كي يفاتحها بالموضوع، وقال لها: "امامك خياران، إما الموافقة على خفض أجرك الشهري من 1000 دولار أميركي إلى 500 أو ترك العمل".
وبحسب ما ذكرت شيرين أن "مدير الصالة قام بجلب فتيات سوريات يجدن العمل في النوادي الليلية من طريق شركات واشخاص متخصصين في هذا الموضوع، وبأجور اقل من العراقيات".
واكملت شيرين التي غادرت العاصمة بغداد بصحبة أولادها، وذهبت الى عاصمة اقليم كردستان، أربيل، بحثاً عن العمل، أن "غالبية النوادي الليلية في بغداد باتت تتخذ إجراءات تشبه ما حصل معي"، مطالبة "المنظمات الحقوقية والجهات المختصة بمتابعة الظروف والقصص التي نعيشها في عالم مجهول تغيب عنه كل الصفات الإنسانية والقوانين البشرية".
حالة شيرين تنطبق أيضاً على الشبان العراقيين الذين يعملون في النوادي الليلية، فقد اكد جميل لارسن 22 عاماً لـ"النهار العربي" أن "النادي الذي أعمل فيه حالياً وسط بغداد، بدأ بجلب عمال سوريين والاستغناء عن عدد كبير من العراقيين".
وأضاف أن "الاسباب تعود الى الاجور التي يتقاضها السوريون مقارنة بالعمال العراقيين"، موضحاً في حديثه أن "العامل العراقي الذي يعمل في النادي الليلي يتقاضى راتباً بين 700 و1000 دولار أميركي بينما السوري يوافق على اجر يصل الى 400 دولار أو ادنى من ذلك. وهذه كارثة تهدد أوضاعنا المعيشية في ظل الظروف التي تشهدها البلاد من تدهور كبير في الاقتصاد وقلة فرص العمل".
وكشفت مصادر أمنية عراقية رفيعة المستوى لـ"النهار العربي" أنه "شوه
د في العاصمة بغداد العديد من المكاتب تقوم بتوريد العمالة السورية بطريقة غير شرعية".
د في العاصمة بغداد العديد من المكاتب تقوم بتوريد العمالة السورية بطريقة غير شرعية".
وأضافت المصادر أن "وزارة الداخلية والجهات المختصة الاخرى ستقوم بمتابعة تلك المكاتب التي تتخفى بأسماء وهمية في بغداد والمحافظات الاخرى للحد من هذه الظاهرة التي باتت تتنامى في شكل كبير داخل البلاد".
وقد رحّلت السلطات العراقية خلال العام الماضي، نحو 32 ألفاً من العمال "غير الشرعيين" من ضمنهم عدد من السوريين وأحيل "أرباب عملهم" إلى القضاء.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم