الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
تناقلت الوكالات العربية والمحلية صباح يوم الاحد المصادف 16-5-2021 خبرا غريبا, يتحدث عن العثور على صاروخ طائرة حربية بوزن الف كيلو غرام! ولم يظهر له صاحب, لا تتفاجئ عزيزي القارئ فكل الخيال ممكن ان يحدث في بلد الواق واق, فمر الخبر من دون أي ردود فعل محلية! هذا الامر لو حصل في أي مكان اخر في المعمورة لأحدث زلزالاً شديداً, فكيف يمكن ان يشعر المجتمع بالأمان والصواريخ الخطيرة تتناقلها الايدي!
ونص الخبر كما نقلته الوكالات الخبرية: "عثرت مديرية الاستخبارات العسكرية بالعراق على صاروخ يزن طنا في قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار, وذكرت المديرية - في بيان أوردته قناة (السومرية نيوز) "أنه من مساعيها للوصول إلى مخابئ أسلحة وعتاد داعش الإرهابي, وبالتنسيق مع قسم استخبارات قيادة عمليات الأنبار, تمكنت قوة من شعبة الاستخبارات العسكرية في الفرقة العاشرة بالتعاون مع الفوج الثاني لواء المشاة 40 من العثور على صاروخ طائرة حربية نوع B2 يزن طنا, في منطقة الحراريات بقضاء الكرمة الأنبار, كانت العصابات الإرهابية تنوي استخدامه كعبوة ناسفة, وأشار إلى قيام قوة من هندسة الفرقة برفع الصاروخ والتعامل معه وفق السياقات المعمول بها".
نحاول هنا فهم ما وراء الخبر؟ وما هي اهم دلالات الموضوع, وما مخاطر المستقبل؟
اولا: تجار السلاح مافيا خطيرة.
لا يمكن اخفاء امر خطير, الا وهو ان هذا الصاروخ لم يصل في قضاء الكرمة الا عبر تجار السلاح, ممن يتعاملون مع التنظيمات المريبة خارجة على القانون, ويمكن القول ان الصاروخ يعود لحقبة صدام, حيث تم عند نيسان 2003 الاستيلاء على مخازن عملاقة للسلاح, من قبل عصابات محترفة, كانت تنتظر ساعة الصفر لتجمع ما يمكن جمعه من العدة والعتاد, لتتاجر به لاحقا, وتبيع لمن يدفع حتى لو كان المشتري الشيطان نفسه!
وقد استخدمت تلك الاسلحة في الاعمال الارهابية طيلة الفترة الماضية, ويبدو ان المناطق الصحراوية والحدودية واطراف المحافظات تضم في داخلها مخازن كبيرة للسلاح, لذلك تحتاج مد ذراع القانون عبر عمليات مركزة, للقضاء على مكامن الخطر المستقبلي على العراق واهله.
ثانيا: خلايا نائمة ستصحو يوما ما.
لا يمكن اعتبار النصر على داعش وفلول البعث قد انهى تلك القصة, بل كانت جولة فقط, والا فالأعلام يتكلم بصراحة عن الخلايا النائمة, وحتى الساسة يطرحون هذه الصفة بيقين كامل, فالأمر ليس خفي على العراقيين, من ان بقايا البعث والدواعش قد اعادوا تنظيم صفوفهم ويعملون بصمت, منتظرين الفرصة للانقضاض على الوضع الحالي.
هنا لا يمكن السكوت والركون للخمول, والا نصحو على يوم كيوم سقوط الموصل "لا سامح الله", فيجب على الجهات الامنية القيام بخطط محكمة استباقية للقضاء على التهديد المستقبلي, خطط لملاحقة الخلايا, خطط لتنظيف الجغرافيا, خطط لكشف ما يخططون له, خطط ردع استباقية, خطط لتفكيك تلك الخلايا, ويجب ان يكون هنالك نظام معلومات متكامل عن قيادات تلك التنظيمات النائمة, ومسار حركتهم, والمنتمين الجدد لهم, بالاضافة لتشكيل كيان امني مهمته ملاحقة تجار السلاح وتوفير منظومة معلومات بهم.
ثالثا: الاشهر القادمة تنذر بالخطر
اكتشاف هذا الصاروخ ينذر بحراك سري تمارسه الخلايا النائمة! حيث تعد العدة لحراك خطير مع قرب الانتخابات المزعومة, وهنالك الكثير من الاطراف التي تريد عودة التفجيرات, منها جماعات ارهابية, واخرى قوى سياسية لدوافع تنافسية, فالأهداف تلتقي عند الارهابيين والساسة في قتل المواطن ونشر الرعب, والخبر يشير انه كان عزم القوى الظلامية يتجه لاستخدام هذا الصاروخ كعبوة ناسفة وهو يزن طن! فتخيل حجم التفجير الذي سينتج عنه لو تم لهم الامر.
الخبر يتحدث عن ما تم كشفه, والاكيد هنالك الكثير مما لم يتم كشفه, قد تكون وصلت الى حيث يراد لها.
لذلك على السلطة تكثيف الجهد الامني, خصوصا في المناطق الحدودية والصحراوية واطراف المحافظات, لملاحقة جيوش الظلام التي تريد شراً بالعراق واهله.
رابعا: الحدود وحالة الانفلات
تعاني الحدود العراقية من حالة انفلات خطيرة منذ عام 2003 والى اليوم, حتى ان المعابر الرسمية تتقاسمها الاحزاب, مما جعلها ممرات امنة لكل ما يخالف القانون من أي تجارة غير شرعية, فحكايات المخدرات, والبضاعة الفاسدة, والادوية منتهية الصلاحية, وحتى تجارة الاعضاء البشرية والنساء, كلها تمر من دون ردع, عندها عليك ان تتصور تلك الصواريخ بمختلف احجامها تمر عبر الحدود العراقية وبكل يسر!
معالجة الانفلات على الحدود العراقية يجب ان يكون اولوية للحكومة العراقية, كي نؤسس لدولة قوية.
ويحتاج الامر لمراقبة الممرات التي تستخدم من قبل المافيا, وهي طرق غير خافية على الحكومة, بالاضافة لنظام مراقبة عبر الكاميرات لرصد كل التحركات المريبة, مع توفير طائرات مروحية لدعم قوات الحدود وللتحرك السريع الفوري, وعدم الرضوخ لضغط الاحزاب بل ان يكون القانون فوق الكل.
ننتظر تحرك سريع لردم تلك الهوة, قبل ان يبتلع الشر مستقبل بلدنا, وعندها نصل الى نقطة اللارجوع.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم