لماذا يجب على أطفالي عدم مشاهدة أفلام الرعب؟

لماذا يجب على أطفالي عدم مشاهدة أفلام الرعب؟




أفلام الرعب من أكثر الافلام التي قد نحذر منها الأطفال، ونحرص على أن لا يشاهدوها، ومع ذلك قد تحصل مراوغات فيشاهد الأطفال مثل هذه الأفلام أو حتى مقاطع منها بدافع الفضول أو خوض تجربة جديدة.

على العموم، دائمًا ما تكون هناك تحذيرات -حتى من القنوات التي تعرض مثل هذه الأفلام- بأن على الأطفال عدم مشاهدة هذه الأفلام، فما السبب؟ وما هي النتائج المترتبة على ذلك؟ وكيف أحرص على أن لا يشاهد أطفالي هذا النوع من الأفلام؟

في مقال تشرته صحيفة اليوم السابع المصرية، قالت أخصائية الطب النفسي الدكتورة شيماء عرفة:

“لا يُدرك الطفل -حتى سن الثانية عشر- الخدع السينمائية التي تهيئ له عالمًا من الرعب والقصص المخيفة واقعًا أمام عينه، ولذلك -دائمًا- تأتي أفلام الرعب بنتائج عكسية، وتؤثر عليه وعلى نفسيته في المستقبل بشتى الطرق”.

وبذلك تؤكد الدكتورة على أن الأطفال غير مهيئون نفسيًّا لمشاهدة مثل هذه الأفلام المليئة باللقطات المدمية و المخيفة والتي تبث في النفس الرهبة و الرعب، حيث يكذبون أي محاولة لإقناعهم بأنها غير حقيقية وأنها أحداث متتالية من الخدع البصرية، ولا تمتّ للواقع بأيّ صلة!

موضوع يهمّك: [مخاوف الأطفال على حسب المرحلة العمرية]

ولكن، ماذا لو شاهد أطفالي أفلام الرعب؟ وماهي النتائج المترتبة على ذلك؟

  1. الإصابة بأمراض نفسية: بالتأكيد مشاهدة اللقطات المليئة بالصراخ و القتل و الدماء، ستصيب الطفل برهاب وخوف شديدين، مما يترتب على ذلك عزلة الطفل و إصابته بالاكتئاب، التخيلات، اضطرابات النوم، الوسواس القهري.
  2. الإصابة بأمراض سلوكية: الطفل يهوى التقليد: إن أردت تعليمه شيئًا ما افعله أمامه واستمتع بتعلّم تلقائي دون أيّ تعب أو مجهود، وهنا تكمن المشكلة؛ فمتابعة الطفل للقطات عنيفة في الأفلام توقد به شعلة التقليد الأعمى وتجعل سلوكياته عنيفة وفوضوية فيجرب ما شاهده على إخوته و أصدقائه ومن حوله، دون علم منه بالضرر الناتج عن ذلك وأنه قد يسبب الأذى للآخرين.

الآن، في ظل انتشار أساليب عرض الأفلام، و سهولة الدعاية والتسويق لها. كيف نحمي أطفالنا من مشاهدة أفلام الرعب؟

  • المرحلة الأولى: كما يقال: الوقاية خير من العلاج، وبها نستطيع أن نفهم أن توعية أبنائنا بمثل هذه الأفلام قد تثير فضولهم مما قد يؤدي لمشاهدتهم لها في الخفاء، لذلك يُفضّل عدم ذكرها أبدًا وعدم إثارة الإهتمام بها، وإشغالهم بالقصص والألعاب والبرامج المسلية المفيدة.
  • المرحلة الثانية: هنا تكون المرحلة التي تكتشفين فيها طفلك يشاهد أفلام الرعب، كيف تتصرفين حينها؟ ببساطة لا تظهري علامات الهلع أو الغضب حتى، يمكنك المشاهدة معه والضحك على اللقطات المخيفة حتى لا يخاف طفلك، مع ضرورة التكرار على مسامعه أنها مجرد خدع وليست حقيقية البتة، أو يمكنك إشغاله بأمر آخر كطلبه مساعدتك في أمر ما وصرف ذهنه عن تلك الأفلام.
  • المرحلة الثالثة: وهي -غالبًا- ما تكون بعد مشاهدة الطفل لفيلم رعب وتأثر نفسيته وسلوكياته تباعًا لذلك؛ وحينها لا يمكن لوم الطفل بكلمات مثل: “حذرتك سابقًا” لأنها ببساطة لن تجدي. عمومًا، يتم التعامل مع هذا الطفل بحذر شديد، عن طريق:
    1. إظهار الخوف: شجعي طفلك أن يتكلم ويحكي ما الذي رآه و مما هو خائف، ليفرغ ذهنه من الصور المخيفة والتخيلات والأوهام.
    2. هدئي الطفل بكلمات تبعث الهدوء والطمأنينة وتعيد له الأمان، وكرّري له بأنك موجودة ولن يستطيع أيّ شيء إلحاق الضرر به فأنتِ هنا، ولا تنسَيِ احتضانه، أخبريه الحقيقة وأنها ليست سوى خدع بصرية وأنه مجرد تمثيل.
    3. اقرئي له قصصًا عن الشجاعة والقوة والخير، قوّي شخصيته وحاولي تعزيز ثقته بنفسه ليتغلب على الخوف، إن كان يخاف الظلام ويتخيل وحوشًا، ساعديه ليتخطّى خوفه بالكثير من التحفيز والإهتمام والصبر.
      [طريقة مدهشة لتعليم طفلك الصبر]

شخصية الأطفال لطيفة وعفوية، وبطبيعتها محبة للخير والآخرين، ولكن مشاهدتهم لمثل هذه المقاطع العنيفة تفقدهم لطافتهم وعاطفتهم، وبالتالي ينتج جيل فوضوي سيء الطباع و غير متّزن نفسيًّا و سلوكيًّا؛ ولذلك لا يجب على أطفالنا مشاهدة أفلام الرعب.

كما أن تنظيم أوقات الأطفال لمشاهدة التلفاز أمر مهمّ جدًّا، ويعتبر أولى خطوات نجاح فكرة تنظيم السلوك العدواني والحدّ من المشاكل النفسية لديهم؛ فوجود الأهل دائمًا بالقرب من أطفالهم للتوجيه والتوضيح وتقويم السلوك هو أمر حيوي ومهمّ في عملية تربيتهم السليمة.

إرسال تعليق

0 تعليقات