طهران – رزاق نامقي
قال المتحدث بأسم الحرس الثوري الايراني، العميد رمضان شريف، ان المناورات المشتركة الاخيرة بين ايران وروسيا والصين تحمل رسالة هامة للبلدان الاقليمية وهي أمن المنطقة.
ونقلت وكالة إسنا الإيرانية عن شريف قوله ان(الرسالة الأخر? التي تحملها المناورة موجهة لدول أخر? تسع? لزعزعة أمن المنطقة تحت زعامة أمر?كا).
مشيرا الى ان (المناورات التي أجرتها الدول الثلاث تبعث التفاؤل لد? الدول التي تتطلع لأمن المنطقة).وأضاف شريف ان(هذه المناورات أدخلت الرعب في قلوب الدول التي تحاول زعزعة الأمن الإقل?مي).وجرت المناورات بين الدول الثلاث على خلفية رغبة الولايات المتحدة بتشكيل تحالف لضمان الأمن المائي قرب إيران، بالإضافة إلى وقوع سلسلة من الحوادث في منطقة الخليج الصيف الماضي، أدت إلى تفاقم الوضع هناك بشكل كبير.وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة سوف تتابع تدريبات روسيا والصين وإيران في بحر عمان.وقال المتحدث باسم الوزارة شون روبرتسون، في بيان(نحن على علم بتدريبات متعددة الأطراف تجريها إيران والصين وروسيا في بحر عمان. ونتابع ذلك وسنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا لضمان حرية الملاحة وحركة البضائع عبر الممرات المائية الدولية). وكانت وزارة الدفاع الصينية أعلنت الخميس الماضي أن الصين وروسيا وإيران ستبدأ في اليوم التالي تدريبا بحريا مشتركا في مياه المحيط الهندي وبحر عمان.
حضور صيني
وفي موجز صحفي، قال المتحدث باسم الوزارة، وو كيان، إن (مدمرة شينينغ الصينية الحاملة للصواريخ الموجهة، ستشارك في التدريب الذي سيستغرق حتى 30 كانون الاول، وهدفه تعميق التعاون بين القوات البحرية التابعة للدول الثلاث).
ويعد بحر عمان ممرا بحريا شديد الحساسية بسبب ارتباطه بمضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر به نحو ثلث شحنات النفط الخام في العالم.وعرضت واشنطن على دول عدة إرسال بعثة بحرية عسكرية، تحت قيادة واشنطن، إلى مياه الخليج لـ(ضمان حرية الملاحة) فيها، وذلك في إثر سلسلة هجمات تعرضت لها سفن تجارية عدة ، من ضمنها ناقلات نفط سعودية ، في ايار وحزيران الماضيين، وحملت واشنطن طهران المسؤولية عنها، الأمر الذي نفته طهران بشدة.
تراجع أمريكي
ونشرت جريدة الغارديان البريطانية تقريرا لمراسل شؤون الشرق الأوسط مارتن شولوف حول تراجع اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط، متوقعا أن ذلك سيقود إلى عصر جديد في المنطقة العربية.ويقول شولوف إنه (في الوقت الذي قرر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدم حماية حلفائه نجد المنافسين يتوسعون في المنطقة)، موضحا أنه على مر تاريخ الشرق الأوسط الحديث كانت الولايات المتحدة تمسك بأغلب أوراق اللعبة وتلقي بثقلها لحماية مصالحها وحلفائها”.ويضيف (لقد تغير ذلك في السنة الثالثة من حكم الرئيس ترامب عندما بدأ الرئيس الانعزالي الساذج النظر إلى مصالح بلاده في المنطقة بمنظور ضيق مما أدى إلى نتائج خطيرة ستتواصل خلال العام المقبل من خلال إعادة تقييم دول المنطقة التي شكل زعماؤها حلفاء تقليديين لواشنطن اعتادوا استخدام نفوذها لصالحهم وتفهموا أولوياتها بطريقة أو بأخرى).
ويضيف (حليف مثل المملكة العربية السعودية التي اشترت الأسلحة والدعم من البنتاغون ودفعت مقابل ذلك تحسبا للحظة معينة، وقد جاءت هذه اللحظة عندما قصفت طائرة مُسيرة منشآت نفطية سعودية وأوقفت نصف صادراتها اليومية من النفط) ويواصل شولوف (لقد ظن السعوديون أن الولايات المتحدة ستُفعل التحالف الدفاعي غير الرسمي عن أراضيهم وترد الضربة لإيران التي اتهمتها بالمسؤولية عن الهجمات نيابة عنهم لكن ترامب تراجع وترك طهران تتفاخر بخداعه والرياض حائرة في موقف محرج بعدما وجدت نفسها بمفردها في العراء).
انعزال واشنطن
ويواصل شولوف سرد المواقف التي يرى أنها توضح انعزال واشنطن عن المنطقة نتيجة سياسات ترامب ومنها “سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا وترك الأكراد بمفردهم في مواجهة تركيا).
ويضيف (بينما قرر ترامب الانسحاب من سوريا مقتنعا بأن المكاسب القليلة للولايات المتحدة على المستوى الاستراتيجي من الوجود في سوريا ليست كافية فقد خلق فراغا على الحدود مع تركيا وسرعان ما شغل آخرون هذا الفراغ، فها هي الأعلام الروسية ترفرف على قواعد عسكرية في البلاد، وها ههو فلاديمير بوتين يقوم بزيارة رسمية للرياض بينما يتناوب مساعدوه على زيارة بيروت وبغداد وأربيل بعدما سيطرت موسكو على دمشق بالفعل).
ويقول شولوف إنه (قبل شهر استمع إلى رجل أعمال سوري كبير له اتصالات مع نافذين في موسكو يقول إنه كان يتحدث عن التغيير الجاري في الشرق الأوسط مضيفا كل أصدقائي السعوديين يقولون لي اتصالاتك في موسكو وكل خططك التي كنت تتحدث عنها أرجوك قم بهذا الآن فالروس هم المستقبل أما الأمريكان فقد رحلوا).
ويخلص شولوف إلى أن (إيران بعدما اختبرت الدب ووجدته نائما أصبحت تمتلك المساحة الكافية للمناورة السياسية بينما تواجه ولأول مرة أزمات حادة على 3 جبهات الأولى داخلية في مواجهة المظاهرات المناهضة للنظام، والثانية على الساحة العراقية التي تشهد مظاهرات مناوءة لها أيضا والثالثة في لبنان، مما يجعل حجم المخاطرة بانهيار النطام وحدوث فراغ امني كبيرا ومتزايدا خاصة لو لم يكن ترامب مستعدا لتبعات ما يجري).
نقلا عن جريدة الزمان العراقية
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم