تحذيرات من أزمة دبلوماسية تضع العراق في أتون صراعات إقليمية ودولية

تحذيرات من أزمة دبلوماسية تضع العراق في أتون صراعات إقليمية ودولية

وصفت فعاليات سياسية وشعبية محاولات اقتحام السفارة الامريكية في بغداد (بالسلوك غير المقبول) ويضع العراق في اتون الصراعات الاقليمية والدولية وساحة لتصفية الحسابات , محذرين من ازمة دبلوماسية خطرة قد تدفع البلاد نحو المجهول , فيما اتهمت الولايات المتحدة الامريكية , ايران بالوقوف وراء الاحداث , لكن صحيفة الغارديان رجحت ان يكون الحدث متعمدا لزيادة تبعات الوجود الامريكي في المنطقة للتنافس مع طهران في العراق.
اقتحام السفارة
واقتحم مشيعو شهداء الحشد الشعبي الذي سقطوا نتيجة قصف أمريكي في محافظة الأنبار الأحد الماضي المنطقة الخضراء وتوجهوا إلى مبنى السفارة وهم رافعين الاعلام العراقية واعلام الحشد الشعبي احتجاجاً على القصف المتكرر.   ودعا رئيس الجمهورية برهم صالح المحتجين إلى الانسحاب من السفارة ومقترباتها وعدم تصعيد الموقف، فيما اشار الى ان أي اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات الأجنبية سيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات .
بدوره , عد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي محاولة اقتحام السفارة الأمريكية (سلوكاً غير مقبول) يضر بمصالح العراق.وقال في تغريدة له على تويتر إن (محاولة اقتحام السفارة والاعتداء على مقرها سلوك غير مقبول يضر بمصالح العراق العليا ويسيء لصورة شعبنا), وأضاف ان (هذا العمل يتنافى مع الأعراف والاتفاقيات الدولية), داعياً الحكومة إلى (تأكيد التزاماتها بتعهداتها القانونية في حماية مقار البعثات الدبلوماسية). واعلن تحالف القوى رفضه محاولات اقتحام السفارة في بغداد، فيما طالب الحكومة إلى حماية البعثات الدبلوماسية. واكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ان القوات الامنية مستمرة بحماية السفارة وباقي البعثات الدبلوماسية.
وقال مكتب عبد المهدي ان (الاخير تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس  الأمريكي دونالد ترامب، الذي استفسر عن الأوضاع في العراق وعن التطورات المحيطة بالسفارة), واشار الى ان (عبد المهدي اكد ان الاحداث جاءت بعد القصف الامريكي وانه سبق أن اوضح لوزير الدفاع الأمريكي خطورة تبعاتها), واضاف عبد المهدي ان (القوات الأمنية مستمرة في القيام بواجبها في حماية السفارة وباقي البعثات الدبلوماسية والممثليات).
وتابع ان (الحكومة سعت دائما للحفاظ على علاقات طيبة بدول الجوار ومنها ايران وكذلك الدول الغربية الصديقة وفي مقدمتها الولايات المتحدة), لافتا الى ان (الأوضاع تدهورت بسبب الخلافات بين الجانبين وان العراق يريد ان يكون بلد تفاوض وتهدئة ليبعد خطر الحرب عنه وعن الجميع).
وعلق ترامب في وقت سابق على احداث السفارة قائلا (حان وقت تحرك العراقيين الذين يريدون الحرية ولا يرغبون في الخضوع لسيطرة إيران). واكد ترامب في تغريدة على حسابه في تويتر (لملايين المواطنين العراقيين الذين يرغبون في الحرية ولا يريدون الهيمنة والسيطرة عليهم من قبل إيران – هذا هو وقتكم!) وتابع إن (إيران قتلت مقاولاً أمريكياً ولقد استجبنا بقوة وسوف نفعل ذلك دائماً), وأضاف (الآن تقوم إيران بتنظيم هجوم على السفارة الأمريكية في العراق وسوف يتحملون المسؤولية الكاملة بالإضافة إلى ذلك نتوقع أن يستخدم العراق قواته لحماية السفارة وأبلغنا بذلك). وأبلغ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، رئيسي حكومة تصريف الأعمال والجمهورية بأن الولايات المتحدة ستحمي مواطنيها في العراق.
واشنطن ترد
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية ، مورغان أورتاغوس في بيان أن (بومبيو أجرى اتصالين هاتفيين منفصلين مع كل من عبد المهدي وصالح حيث شدد بوضوح على أن الولايات المتحدة ستحمي مواطنيها في العراق لدعم سيادته واستقلاله وستدافع عنهم), وأضافت أن (كلا من عبد المهدي وصالح أكدا لبومبيو أنهما سيتعاملان بجدية مع مسؤوليتهما وسيضمنان أمن وحماية الأمريكيين وملكياتهم في العراق). وخاطب الامين العام لعصائب اهل الحق قيس الخزعلي الامريكيين بتغريدة على تويتير قائلا ان (العراقي لا ينسى وعده، عشر سنوات مرت على اتفاقية جلاء القوات الامريكية من العراق ولا زالت دماء ابنائنا تراق بدم بارد من قبل صواريخ الحقد الامريكي), واضاف (هذه المرة سنقول لكم اننا موجودون، ولن نسمح لكم بالرعونة مرة اخرى وإن عدتم عدنا).
وكان شهود عيان قد أفادوا في وقت سابق بإطلاق الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية.
وقال الشهود أن (تعزيزات أمنية من الفرق الخاصة توجهت الى مبنى السفارة), واشاروا الى (وجود إصابات بين المتظاهرين نتيجة إطلاق الغاز المسيل للدموع وأن 14 سيارة إسعاف توجهت لإخلاء المصابين). ورأت صفحة فيسبوك الخاصة بصالح محمد العراقي المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن هناك قرينة بأن تظاهرات أمام مبنى السفارة في بغداد يراد بها انهاء تظاهرات الشعب الاصلاحية. في وقت , كشف مصدر مسؤول ان بعض السفارات تفكر بنقل انشطتها الى اربيل بدلا من بغداد، فيما اشار الى ان واشنطن تبحث خيارات عدة للرد على استهداف سفارتها بالعراق, على حد قوله .
فيما اكد مصدر ثان ان قواعد عدة تضيف القوات الامريكية دخلت حالة تأهب تحسباً لاعتداءات بعد الاحداث التي شهدتها السفارة.
الى ذلك هددت إسرائيل بإجراءات قاسية للغاية على خلفية تعرض السفارة الامريكية لمحاولة الاقتحام. وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس ايران من (مغبة محاولات توريط تل أبيب في قضية اقتحام السفارة), مشددا على أن (إسرائيل سترد على هذه المحاولات بقبضة من حديد).
نقلا عن جريدة الزمان العراقية

إرسال تعليق

0 تعليقات