بغداد – المركز الخبري المستقل
اطلق مايسمى وكيل الامام المهدي المنتظر احمد الحسني اليماني
قناة تلفزيونية فضائية تزعم انها اسست بتفويض من المهدي المنتظر في اطار دعوته للناس
لتاييده.
واكدت ادارة الفضائية من خلال برامجها ان قناة الرايات السود
المشرقية ناطقة باسم الامام المهدي وتدعو الناس للانضمام الى جيشه الذي يعتزم التحرك
قريبا لنصرة المظلومين .
واشارت القناة التي لايعرف مكانها ان علامات الظهور اكتملت
بعد ظهر السيفاني في الاردن ويقصدون به ملك الاردن عبدالله.
ووردت جملة من الأحاديث
عن أهل البيت (ع) ينص بعضها صراحة ويكتفي البعض الآخر منها بالإشارة الى القائم أن
(ع) يدخل العراق من جهة المشرق. الأمر الذي حير أفهام القوم أيما حيرة، لاسيما وأنهم
لا يفرقون بين القائم بالسيف والإمام المهدي (ع) ويحسبونهما شخصاً واحداً. لقد رأى
هؤلاء القوم في الأحاديث المشار إليها تناقضا صارخاً مع ما هو راكز في أذهانهم من إن
الإمام المهدي (ع) يدخل العراق من جهة الحجاز، وكان الحل الأسهل الذي لجأوا إليه هو
تضعيف روايات الدخول من المشرق، مع إن هذا التضعيف لا يستند الى حجة شرعية، ولا يعدوا
في حقيقته عن كونه قصوراً في فهم المراد من هذه الأحاديث، ولجأ بعضهم الى تأويل هذه
الأحاديث الواضحة لتتفق مع المفهوم الذي يحمله عن مسألة الظهور، وكل ذلك كان يتم –
للأسف الشديد- على حساب الحقيقة. لقد غفل هؤلاء عن المنهج الصحيح الذي ينبغي لطالب
الحق إتباعه، والمتمثل بإعطاء العقل دور الخادم لا دور السيد المتصرف بالنصوص، فإذا
كان الفهم المرتكز في أذهانهم مصدره النصوص فإن الفهم الآخر مصدره النصوص أيضاً، ومن
المؤكد أن النصوص لا تتناقض كما يتخرصون، وإنما يقع التناقض نتيجة الآليات المصطنعة
التي لفقوها على حساب التسليم لأحاديث أهل البيت (ع) فصاروا هم أئمة الكتاب، لا إن
الكتاب إمامهم. وسأقتبس هنا فقرة من كتاب (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي)
للشيخ علي الكوراني، كإنموذج لطريقة القوم في التعامل مع حقائق النصوص، يقول الشيخ:(إنما
فسرنا (مبدؤه من قبل المشرق) بأنه مبدأ أمره، لأن ظهوره (ع) من مكة قطعي، فلابد أن
يكون معناه مبدأ أمره وحركة أنصاره من جهة المشرق) (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام
المهدي: 595 – 596).
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم