عزالدين المانع
هكذا يبدو القانون حتى لو كان نموذجاً قاصراً عن تحقيق غاية المُشرّع ، ويبحث عن كماله في أفراد يستوعبون حكمته ..
ويظل سلوك الأفراد حتى لو كان مثالياً بحاجة إلى قواعد القانون التي تعالج انحراف النفس الإنسانية عن المسار القويم ..
ويبقى السؤال مطروحاً ..
ماذا يجني من يخالف إشارة المرور سوى الضرر ، وربما يعرض الآخرين إلى الأذى والعوق ؟!
وماذا يحصل عليه المتجاوز إذا ما أضر بمصلحة الوطن والمواطنين ؟!
وماذا يواجه من يسعى إلى كسب غير مشروع ، وفساد ، سوى مطرقة القانون وتخريب الذمم ؟!
وماذا يجني من يمارس السلوك غير المنضبط في الشارع سوى نشر الانفلات الذي يصيبه والآخرين من الناس بالضرر والأذى ؟!
وماذا يواجه من يهمل واجباً تقتضيه المسؤولية والعمل المقدس سوى التخلف عن زملائه وأقرانه ، وإشاعة الكسل بين الصفوف ؟!
وماذا يجني المزورون والغشاشون سوى الفضيحة والفشل الذريع ؟!
فهل يفلح المصلحون والمرشدون وخطباء المنابر وحملة الأقلام النزيهة والشريفة ، ووسائل الإعلام ، وحتى ممثلوا المرجعيات الدينية في توعية أولئك المخالفين وانتشالهم من بؤر الانحراف والفساد ؟!
إنّ نماذج الخروج عن قواعد القانون كثيرة ، وتثير الحسرة والأسى لما تأخذه أحياناً من صور التعمّد مع سبق الإصرار على الخرق والمخالفة .. ويزداد هذا الشعور المحزن حين تتسائل مع نفسك أو مع الآخرين عما يحصده المخالف المتعمد من منفعة ؟!
إنها تساؤلات مشروعة ، فمن يجيب عنها بصراحة ؟!
المخالفون سادرون في غيهم وتجاوزاتهم ولا مبالاتهم .. والقانون لا يستطيع وحده الإصلاح ما لم يُساندهُ المُصلحون وأقرانهُم بالتأكيد ..
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم