الموت البطيء

الموت البطيء


علي المكصد
عندما ننظر للحرب القائمة في فلسطين وما يجري من عمليات إبادة جماعية نعلم انها ليست معركة للحصول أرض فلسطين فقط ، وليست فلسطين   مكان مثالي للموارد الطبيعية لان هذين السببين هما المبرر للحروب الإستعمارية في عادة الأمر. لكن الواضح ان الهدف هو تطهير عرقي نابع من تصورات دينية مشوهة فهذه حرب خاسرة من الناحية الإقتصادية و تستنزف إسرائيل مليارات الدولارات لكن الوازع الديني المؤدلج هو ما يجعل لإسرائيل هدف في إقامة شرق أوسط جديد وقد سَخروا اهم المقومات لنجاح هذا المشروع من خلال مشاريع إقتصادية داخل البلاد العربية و توغلهم في الإستثمارات القائمة على الربة و إمتلاكهم للمصارف والبنوك العالمية و الماركات و العلامات التجارية و والسيطرة على سوق الإباحية و القنوات الفضائية العالمية  حتى وصل الأمر لشراء ذمم رجال دين مسلمين و مفكرين عرب.

العالم العربي قد انشطر إلى قسمين  حكومات عربية ذات الموقف الهزيل و السخيف وللأسف ان اغلب الدول العربية متواطأة مع” بلاد الكفر والكافرين “ لعل الجانب التجاري و الإستثماري في السياسة اهم من نصرة الدين او ربما يكون جُبن و خوف من سخط الحكومات الغربية عليهم.
اما القسم الآخر فهو الجمهور العربي وكذلك الغربي فهو يشكل القوى الفاعلة في هذه الحرب نظرًا لحملات المقاطعة والمظاهرات المناصرة لفلسطين و فشل البروباغندا في تزييف الصورة الإجرامية للصهاينة مما شكل إستياء في الشرق والغرب تجاه هذه الأفعال.

وبما ان مصادر عيش إسرائيل نابعة من خارجها( كائنات طفيلية) أي من خلال عائدات تجارتهم في الشرق الأوسط و أوربا وهذا سبب تمسك إميركا و حلفاءها بالصهاينة ان حدوث خلل في هذه العلاقة  سيجعل من إسرائيل رجل مريض يصعب علاجه و مُكلف الثمن، خصوصاً إذا استمرت الحرب لفترة طويلة فهي تسعى الآن لإنهاء الحرب بصورة خاطفة   كي لا تستمر الخسائر الإقتصادية لهم...

وفي النهاية ستكون رصاصة الرحمة على الصهاينة من الغرب أنفسهم، المصالح في مبادئ السياسة هي من تُحدد من الشريك و من العدو  ومن يجب أن تتخلى عنه أو من تتمسك به.

إرسال تعليق

0 تعليقات