هميلة عبد الستار كردي
لا يمكن للمراقب الاقتصادي ان يكون بعيدا عن ما يدور في العالم من احداث متسارعة جل تاثيراتها في القطاع الاقتصادي. الاقتصاد العالمي يتعرض الى هزات متواصلة جراء الحرب الروسية - الاوكرانية، حيث تذهب التكهنات صوب حدوث نقص في الغذاء داخل الاسواق العالمية، يرافقه بطبيعة الحال ارتفاع في الاسعار، وهنا تكمن اهمية حديثنا هذا. فبلاد العالم لا يمكن ان تواجه نقص المعروضات الغذائية دون حلول، كونه امر مرتبط بالامن الغذائي الذي يعد منطلقا للامن القومي، ومن هنا تنطلق جميع دول العالم للبحث عن حلول لمشكلة متوقعة تتمثل بنقص المواد الغذائية، والتي باتت بوادرها تظهر الى السطح بارتفاع اسعار الغذاء عالميا. وعندما نركز على الدول الريعية التي تعاني "المرض الهولندي" اي التي تملك مورد مالي اوحد متمثل بالنفط الخام ، فان الحديث يتجه بنا الى اهمية البدء بمرحلة جديدة ومهمة تتمثل بتعدد الموارد المالية. المرحلة الجديدة التي ذكرناها تتطلب ان تكون لدينا قاعدة بيانات بما يمتلكه البلد، ومن ثم وضع الخطط الرصينة لاستثمار المتوفر من الثروات الطبيعية او البشرية بالشكل الصحيح الذي يحقق اعلى درجات الجدوى الاقتصادية. وهذه التوجهات المهمة تستوجب عمل جاد لتواجه جملة التحديات التي قد تربك تنفيذ الخطط الستراتيجية التي تنقل البلاد الى مرحلة جديدة، وهنا لابد من ارادة قوية تذهب بالبلاد الى بر الامان، وتحقق تعدد في الايرادات المالية يمكن من خلال مواجهة غلاء الاسعار العالمي.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم