الكاتب: عبد الإله جاورا أبو الخير
الحمد لله الذي أوجب على المسلمين صيام نهار شهر رمضان، وحبَّب إلينا قيام لياليه، والصلاة والسلام على محمد الأمين، الذي فصَّل لنا شرائع الصيام تفصيلًا، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد: فإن عدَّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا، منها شهر حرَّم الله فيه الأكل والشرب على البالغين القادرين من المسلمين، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وأوجب عليهم الصيام؛ عسى أن ينالوا التقوى فيكونوا من المتقين.
عباد الله: من كان عليه دَين من رمضان الماضي، فيجب عليه قضاؤه قبل يوم الشك؛ فدين الله أحق أن يُقضى، ومن كان يصوم صيام داود عليه السلام أو يصوم يوم الخميس والإثنين، فيُستحب له الصيام قبل حلول رمضان بيوم أو يومين.
عباد الله: استقبلوا شهر رمضان بالإيمان والإخلاص والفرح والتمرُّن؛ كي تتقووا فيه بالصيام والقيام، وامحوا ذنوبكم بالاستغفار والذكر والدعاء. عباد الله: قلِّلوا فيه من الأكل والشرب، وأكثروا فيه الإنفاق على الصائمين وقراءة القرآن، وقيام الليل، وحضور مجالس الذكر في المساجد.
عباد الله: رطبوا ألسنتكم فيه بذكر الله؛ إذ بذكر الله تطمئن القلوب، وكفُّوا أبصاركم عن كل ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فتسعدوا، وغطُّوا على أسماعكم الحجاب حتى لا تسمعوا الحرام؛ فتنالوا رضا الله سبحانه وتعالى.
عباد الله: احذروا مجالس اللهو، والغيبة والنميمة، والتجسس والسخرية، والطعن في أعراض المسلمين، ورفقاء السوء، وإن شاتمكم أحد، فقولوا: إنا صائمون، ومن أراد أن يشغلكم عن ذكر الله خلال هذا الشهر الكريم، فقولوا له: إنا برآء مما تعملون. عباد الله: إن شهر رمضان المبارك شهر الفرصة والاغتنام، والثواب واصطياد الخيرات يسيرة؛ إذ أبواب النيران غُلِّقت، والشياطين صُفدت؛ رحمة لكم وحبًّا فيكم.
عباد الله: إن أبواب الجنان تُفتح في شهر رمضان المبارك؛ شوقًا للصائمين، فاحرصوا على تسجيل أسمائكم؛ عسى أن تكونوا من المرشحين المقبولين، فترزقوا بدخول باب الريَّان الذي أعدَّه الله للصائمين.
اللهم بلغنا رمضان، ورزقنا الصيام والقيام وصالح الأعمال فيه، ولا تُخرجنا فيه غير مقبولين؛ إنك الغفور الرحيم. وصلِّ اللهم على محمد؛ خاتم الرسل والأنبياء، وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم