اقتصاد العالم وتجربة الحرب

اقتصاد العالم وتجربة الحرب

 

هميلة عبد الستار كردي

 الارباك الاقتصادي العالمي الذي خلفته الحرب الروسية - الاوكرانية اعاد حسابات جميع دول المعمورة دون استثناء وادخل جميعها دوامة البحث عن اسواق جديدة تؤمن الغذاء لشعوبها. وهنا لابد ان تكون لدى حكومات الدول رؤى واضحة تجاه الازمات الدولية، وان تعد الخطط اللازمة لمواجهة اي طارئ اقتصادي من خلال تحقيق تكامل جاد مع اسواق عالمية، او استثمار مالديها من ثروات لتحقيق الامن الغذائي. وازمة الاسعار العالمية بسبب هذه الحرب مزدوجة الاسباب لاسباب الجفاف ونقص الموارد المائية وكوفيد 19 والتي تسارعت جراء الحرب وتبعاتها التي ادت الى ارتفاع اسعار النقل العالمي . على جميع دول العالم ان تعتمد العقلانية في التصدي لهذا الظرف الدولي الذي يعيشه العالم والتحرك بجدية اكثر لتقليل الصدمات التي تتعرض لها الاقتصادات الدولية. توفير متطلبات تنشيط القطاع الزراعي تمثل خطوة مهمة باعتماد تقانات الزراعة الري الحديث والسعي لرفع انتاج الوحدة الزراعية، بالاتجاه صوب استصلاح التربة وتنظيف المبازل والانهر والجداول وعودة برنامج تكنولوجيا البذور بهدف تامين الامن الغذائي . ويمكن لهذه الازمة العالمية ان تعيد حسابات جميع دول العالم وفرصة لصحوة التنمية الزراعية التي تبرزاهميتها في مراحل الحروب والسلم لان لاغنى عن الامن الغذائي الذي لجميع سكان المعمورة. يتعين على الدولة ايلاء القطاع الزراعي اولوية الاهتمام والدعم واعتماد الخبرات الزراعية في التصدي لقيادة القطاع الزراعي . وهنا لابد من تبني عدة قرارات يتعين اتخاذها في هذه المرحلة تصب في زيادة الانتاج الزراعي في جميع المناطق التي يمكن ان تكون مصدرا لانتاج زراعي، لاسيما في انتاج الحبوب الستراتيجية التي لايمكن الاستغناء عنها لجميع دول العالم. ويبقى تحقيق الامن الغذائي ضرورة لجميع الدول، والحرب الروسية الاوكرانية تجربة لابد ان تستفاد منها جميع بلاد المعمورة.

إرسال تعليق

0 تعليقات