بقلم (منى المالكي)
قال تعالى: "لِّلرِّجَالِ نَصًِيبٌ مِّمَّا اكًْتَسَبُوا ولِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ .." سورة النساء الآية 32
إن موضوع المساواة بين الرجل والمرأه يعاني من اشكاليات عديدة ومفتعله منذ القدم...
بل أن توارث المجتمع للثقافه المغلوطه جعلت من الصعوبة بمكان تحقق المساواة بين الرجل والمرأه....
كما نجد أيضا توارث المجتمع العربي لافكار وجدت في المجتمع الغربي....
الجميع يعلم بما كانت تتعرض له المرأه في المجتمعات القديمة قبل الإسلام سواء في المجتمع العربي أو المجتمع الغربي...
المرأه ظلت مهضومة الحقوق وأصبح الأمر لدى الغالبية من الرجال عدم القيام بمنحها لحقوقها كما يأمر الدين الإسلامي...
في العالم القديم البدائي لم يكن هناك دول بل كان هناك أسر تتكون من أب وأم وأبناء....
فكان عمل المرأه ينحصر في المنزل...
تتطور تلك الأسر إلى قبائل ومن ثم إلى مجتمعات ومن ثم إلى دول...
الا أن الفكرة لدى الناس ظلت كما هي... بأن عمل المرأه منحصر في شؤون المنزل....
لم يكن الأمر كذلك فقط.. بل أصبحت في معزل عن الرجال في بداية اتخاذ القرارات في بناء الدول....
وظل الأمر لليوم حيث تظل المرأه منعزله بين جدارن المنزل لا يمكنها من المشاركة في اتخاذ اي قرار متعلق بالمنزل...
بل كان في نظر المجتمع الغربي صمت المرأه أمر لازم...
ظلت محرومة من ابداء الرأي أو أخذ المشورة منها....
ثم تطورت المجتمعات فبدأ بعض الفلاسفة بالنظر إلى أن المرأه مجرد وعاء لشهوة الرجل.....
ثم تطور الأمر لدى الفلاسفة فوجدوا أن ميل الرجال للنساء فيه اخلال بما يليق بقيمتهم كرجال....
فبدأوا بالميل لبعضهم البعض في الجنس وكما فعل قوم لوط ... مع اتخاذ النساء بجانبهم للانجاب فقط لإستمرار الحياة....
ومن ثم المناداة للناس بالتفكر اولا بإيجاد منزل ومن ثم المرأه ومن ثم الثور لاستخدامه في الزراعة....
ومن ثم فضلوا الرجل على المرأه في كافة الشؤون....
فوجدوا ان المرأه لا تستحق ما يستحقه الرجال....
الا ان استمرار المناهضة لهذا التمييز من قبل بعض الرجال والنساء الذين يجدوا بأهمية المساواة...
فلم يكن أمام أولئك الفلاسفة الا انهم صاغوا قوانيين ودساتير باستخدام عبارات عامة مثل ( الاشخاص - الناس) وهم يقصدون بذلك الرجال دون النساء حتى وإن توهم للقارئ انها تعني ألفاظ عامة للرجال والنساء....
رغم تلك النصوص العامة التي توحي الى المساواة بين الرجال والنساء... كان التطبيق في الواقع عكس ذلك تماما.... وهذا ما ادى إلى الاستمرار بالمطالبه بالغاء التمييز...
بعد ذلك لم يكن أمام الرجال الفلاسفة الا انهم وجدوا حيله... وهي إمكانية النساء الحصول على الحقوق الممنوحه لهم في حالة انها ترجلت!
وهذا يعني اذا دخلت في العمل بالجيش وكذلك بتغيير ملابسها لملابس الرجال.. بل أيضا الإمكان بالمشي بنوع من التعري دون الشعور بالحياء كالرجال!
وبمعنى آخر نسيان ما يتعلق بالنساء!
فهنا يمكنها الحصول على الحقوق الممنوحه للرجال...
وهو ما حصل في المجمتع الغربي بشكل أكبر مما هو في المجتمع العربي بمحافظته على نوع من الحشمة...
بحيث ترجلت المرأه في المجمتع الغربي....
وهناك من يستغرب مما يجده الان في تلك المجتمعات من تولي المناصب في الدولة بل وقيادة السيارات بل ولبس ملابس الرجال وغيرها....
السبب في ذلك هي الحيله التي وصل لها من لا يريد المساواة....
وأصبح الأمر أيضا لمن لا يتصف بالشجاعة يتم تشبيهه بالمرأة!!!
وهذا دلالة على التمييز البغيض لاولئك بين الرجل والمرأه.
النتيجة التي حصلت بعد ترجل النساء حسب ما دعا له أولئك...
هي المساواة بين الرجال فقط!!!!
لماذا؟
لان بعد ترجل المرأه لا مكان للقول انه تمت المساواة بين الرجل والمرأه وإنما تمت المساواة بين الرجال!!!!!!
كل ذلك يخالف ما يأمر الله به عبادة قديما وحديثا.......
فالله جعل للجميع خصائصاً محددة.....
ووضع ضوابطاً للجميع في الدخول والخروج...
ومنح الحقوق للجميع...
دون طلب ترجل النساء وترك ما يتوجب عليهن....
لذلك المساواة بين الرجل والمرأه وإعطاء كل طرف حقوقه المستحقة دون الخروج عن الفطرة الي فطر الله الناس عليها...هو ما يتوجب حصوله...
فالله يقول
( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).( التوبة 71).
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم