مواقف الرجال لايمكن اختزالها في كلمات وجمل وحروف بل هي
سطور اشعاع، لانها تسلط الضوء على حقبة من
حقب التاريخ الانساني والحضاري والدخول في غور تفاصيلها نحتاج الى كتب ومجلدات واحيانا
الى موسوعة متسلسلة لاماطت اللثام عن عن تلك الحقب ، في هذا المقال المتواضيع
لانغالي اذ قلنا اننا نعجز في وضع جميع الحقائق كما هي ، لان مساحة الحديث هنا
لاتسمح لنا من الناحية الادبية والمهنية في سرد قصص ومواقف هؤلاء الرجال الذين
سطروا اروع الصور في التحدي والابداع والماثر ، من هذه الشخصيات الدكتور تحسين
معلة الذي صنع تاريخا لنفسه وزينه بالعز والكرامة ونكران الذات من اجل وطنه وشعبه
ورغم انه كان يريد ان ينهض بالواقع العراقي المرير برجال السياسية وحبهم للتسلط
الا انه حقق انجازات يشهد لها التاريخ بكل معنى الكملة، فعملاق الابداع العراقي تحسين عباس عبد الحسين هادي معله ولد في محلة (المشراك)
بمدينة النجف الاشرف العام 1931.. أكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها.. ثم انتقل
إلى مدينة بغداد لإكمال دراسته في كلية الطب العام 1949. بدأ نشاطه السياسي
العام 1946 عندما كان طالب في الصف الثالث المتوسط ، التقى معلة في مطلع حياته
عندما انتقل الى بغداد اساتذة العرب المحاضرين بالمدارس العراقية.. وتأثر بهم وهو لا
يخفي تأثيره ب (ابو القاسم كرو).. الطالب التونسي الذ كان يتلقى تعليمه في بغداد في
دار المعلمين العالية ،لم يكن معله في العراق عند قيام انقلاب 8 شباط 1963 .. حيث كان
معتقلاً العام 1962.. وأفرج عنه عبد الكريم قاسم وطلب منه مغادرة العراق!! بيد ان افكار
قادة البعث وتوجهاتهم بدأت تتعارض بين اليسار واليمين فحدثت انشقاقات.. وبدأت التيارات
اليمينية المتطرفة تسوق البلاد إلى الهاوية.يبدو ان تحسين معله فضلً الابتعاد عن هذه
الأجواء العاصفة.. غير ان عجلة التغير وتلاحق الاحداث السياسية وتعاقبها السريع أطاحت
بالبعث. العام 1955 انهى دراسته الجامعية.. بعدها غادر إلى انكلترا حيث حصل على دبلوم
الأمراض المتوطنة، ثم عاد الى بغداد في وقت لاحق وواصل مسيرته النضالية والابداعية
وواجه شتى التحديات والمشاكل بسبب مواقفه الوطنية الا انه صابرا وصبر من اجل نصرة
الحق والحقيقة وذكراه ومواقفه الرجولية مازالت خالدة في ذهن العراقيين لايمكن
نسيانها مهما مر الزمن .
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم