الرجل والمرأة وجهان لعملة واحدة

الرجل والمرأة وجهان لعملة واحدة


د. نازدار عبدالله المفتي

 

نود ان ننوه الى ان  مقالنا السابق ( المرأة تنهض من رماد حروب الرجال ) قد أسيء فهمه، ووصلتني  اتهامات بأنني أحمل" كل الرجال وزر الحروب، وأدينهم بهذا التعميم"،هذا ليس صحيحا، بل قصدت في مقالي بأن رجالات الحروب قد دمرت الشعوب كنابليون بونابرت، وهتلر وغيرهم من الطغاة الذين حكموا بلادهم وقادوهم كوقود لحروب طاحنة.

وأقول يبقى الرجل والمرأة في جميع العصور و الاوطان وجهان لعملة واحدة بعيدا عن رجالات الحروب الذين احرقوا الاخضر واليابس.فالرجل هو الأب أو الزوج أو الحبيب أو الأخ للمرأة، بل هو النصف الثاني للمجتمع الذي به ويكونان صورة متكاملة ،ومشرقة لأي مجتمع.

فالمرأة عندما تقع في مشكلة ما فهي تلجأ الى الرجل سواء أكان أبا أو زوجا أو حبيبا أو أخا، فهو صوت العقل الذي تصغي إليه بينما هي منبع الحنان فعندما يقع في مشكلة يلجأ الى المرأة .

فالعقل بدون حنان أو عاطفة يكون غير مكتمل ، كذلك العاطفة بدون عقل تكون غير مكتملة ، وتاريخ الفكر الإنساني يشير الى تعاضد هذان القطبان اللذان يتمثلان الرجل والمرأة.

تؤكد دراسة علمية على أنَّ الدماغ البشري يخوضُ نزاعاً دائماً بين مركز العاطفة ومركز العقل، فهنالك منطقتين في الدماغ تتنافسان للتحكم بسلوك شخص ما على وشك اتخاذ قرار بين إشباع العاطفة الفورية وتحقيق الأهداف البعيدة المدى بمركز العقل. ولهذا نقول بشكل عام مركز العقل يكون أكثر ارتكازا في الرجل ، بينما مركز العاطفة يكون أكثر ارتكازا في المرأة ، وبهذا يكون الرجل مكملا للمرأة ، والمرأة مكملة للرجل.

وهذا لا يعني بأن العاطفة لا ترتكز على العقل ، بل هنالك ما يسميه العلماء بالذكاء العاطفي الذي يشمل بشكل اساسي كيفية استخدام العواطف بذكاء في العلاقات المختلفة أو كيفية ربط الذكاء بالعاطفة في مختلف العلاقات سواء أكانت تتعلق بالمهنة أو بالقضايا الاجتماعية أو بالعلاقات الزوجية.

ويتجلى الذكاء العاطفي من خلال مشاركة الاخرين بمشاعر وأفكار واعمال ايجابية، وهذا ما تساهم به العاطفة أو حنان المرأة لأنه الخزين الاستراتيجي لهذا الذكاء العاطفي ،وتنقله الى الطفل سواء كانت زوجة أو أم أو أخت،وتنقله بصورة اخرى الى الرجل سواء كان زوجا أو حبيبا أو أبا أو أخا.

ويقسم العلماء الذكاء الى ثلاثة أنواع : ذكاء مجرد الذي له القدرة على فهم الرموز اللفظية والرياضية والقدرة على التعامل معها ، والذكاء الحسي الذي له القدرة على فهم الاشياء الحسية أو المادية والقدرة على التعامل معها، واخيرا الذكاء الاجتماعي الذي هو القدرة على فهم الناس والانتماء لهم.

فإذن المرأة لها ذكاء تغلب عليه العاطفة كالذكاء الحسي والاجتماعي ، فهي صمام أمان للرجل الذي لديه الذكاء المجرد الطاغي الذي يلعب الدور الرئيسي في تفكيره.

فنحن في مقالنا هذا نؤكد على هذا التلازم وهذا التفاعل بين الرجل والمرأة فهما ديدن هذه الحياة فبهما تصبح أكثر تألقا وأكثر رونقا. لهذا نقول عنهما وجهان لعملة واحدة تلمع وتشع تحت شمس الحياة الحرة.

 

 

 

 

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات