د. احمد العامري
كيف ما كانت الغاية والهدف من زيارة بابا الفاتيكان للعراق فهي ستشكل حالة مهمة سواء كانت للحكومة العراقية التي تحاول اعطاء صورة ان البلد آمن ومستقر ومنفتح وحاضن لجميع الديانات، و مثل هكذا زيارة تعتبرها حكومة بغداد منجزا تأريخيا لها خصوصا وان الحكومة العراقية ما قبل 2003 رفضت زيارة البابا للعراق بسبب ظروف الحصار وتداعياته على العراقيين في حينها، واليوم البابا يدعى رسمياً لزيارة العراق من قبل رئيس الجمهوريه برهم صالح، وبكل تاكيد تتنوع الآراء والتحليلات بخصوص هذه الزيارة فهناك من يرى ان البابا يحاول تثبيت نفسه كمعين حقيقي للضعفاء والمحرومين والمدافع عن مظلومية الشعوب لاسيما وان الناصرية التي تحتوي مسقط راس نبي الله ابراهيم عليه السلام تشهد تظاهرات ومشاكل معيشية ومواجهات مع الدولة بشكل مستمر؟ كما يتصور البعض الاخر ان زيارته تاتي دعما للمسيحيين في العراق لاسيما المهجرين وحثهم على العودة من خلال دعوة الحكومة توفير الأمان والسكن والخدمات لهم ومن ثم إعادة اندماجهم في المجتمع، وكيف ما كانت التوقعات فان زيارة البابا هي سياسية بكل تاكيد خصوصا وان البابا شخصية مهمة جدا في العالم وللفاتيكان دور مميز وهام من حيث التاثير السياسي على اوروبا برمتها وما يمكن ان تلعبه بخصوص استقرار العراق، فزيارته الى الناصرية ستكون في منتهى الأهمية سواء كان لاداء فريضة الحج عند مسقط راس نبي الله ابراهيم كما هي ايضا تعد مكانا مقدسا لجميع الديانات الابراهيمية سواء كان من المسيح والصابئة واليهود فالبابا يحاول ان يؤسس حالة جديدة للحج الأكبر لتلك الديانات والتي تبدا من مسقط راس ابراهيم عليه السلام وانتهاء الى كنيسة القيامة في القدس وفي خضم مايمر به العراق وحسب تصوري أن البابا سيعمل على الالتقاء بزعماء المذاهب لاسيما مرجعية النجف من جهه والمجمع الفقهي العراقي او كبار علماء السنة وهذا تعبير عن حالة التعايش السلمي بين ابناء الديانات وعلى كل التقادير وبغض النظر عن ثقل ووزن البابا في اوروبا والعالم لكننا كشعب نتطلع الى عراق خال من العنف والظلم والاستبداد عراق واحد موحد ينعم الجميع فيه بالخير والأمان والاطمئنان بعيدا عن المسميات فالعراق بامكاناته المادية وكفاءة أبنائه قادر على عبور المرحلة بكل جدارة لولا سلبيات العملية السياسية التي اثقلت كاهل العراقيين وشتت شملهم وفتحت الباب امام صراعات و معانات يندى لها الجبين؟؟ فمرحبا بكل زائر يحترم وحدة وسلامة العراق وتطلعات أبنائه فبغداد الحبيبة تفتح ذراعيها للجميع ومرحبا بالبابا فرنسيس ان كان فعلا يريد دعم البلد في الخروج من محنته، حفظ الله العراق وابنائه جميعا..
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم