هادي جلو مرعي
تقول الحكمة
إذا قصدتك إمرأة لمساعدتها، وأنت تملك القدرة فلاتسبق المساعدة بالزحف، بل ساعدها ثم إزحف لها، أو دعها، وليباركك الله.
والزحف في عرف العامة هو: محاولة الرجل التقرب الى المرأة بشتى الطرق والحيل، وبكلام بطعم العسل.
وأما إذا قصدك رجل في حاجة، فتأسى بعلي إبن أبي طالب الذي كان إذا قصده أحدهم في حاجة قال له:
أكتب حاجتك على التراب وإمض، لكي لاأرى فيك ذل السائل، وفي عز المعطي. والله، ثم والله إني ماقصدت أحدا في حاجة إلا وفكرت في هذا الحديث. فالمعطي عزيز وإن كان نبيا، والسائل ذليل مهما تغافل عن ذلك.
رأيت في بعض الرجال ممن يعملون في وظائف وهم من أهل القدرة إنهم لايتصرفون كمسؤولين، ويوسوس لهم الشيطان: أن المرأة إذا سألتهم حاجة، أو قصدتهم في حل معضلة، أو إنجاز معاملة وكأنها تعرض نفسها عليهم، وهو رجس من عمل الشيطان. فالمرأة الراغبة غير المحتاجة، أو التي حاصرتها الدنيا بالهموم والغموم، وإنقطعت بها السبل. ومثال ذلك كثير في بلاد الفوضى والحروب والحصارات والموت والفقر، ولعل نساءا لايحصى لهن عدد كن عرضة لمثل هذه المواقف، والجميل أن ينتخي الرجل الحر لكل من تنتخيه، أو تستنجد به، وأن يساعدها ماإستطاع الى ذلك سبيلا، وأن لايبحث عن ثمن لايرفع من شأنه، بل يغضب الرب عليه، ويستجلب سخطه ومقته ولعنته التي لاتنقطع.
درس في علم النفس
حين يطلب علي إبن أبي طالب من قاصده أن يكتب حاجته على التراب فإنه يريد أن يجنبه الشعور بالذل، وهو القائل: السؤال ذل ولو كان: أين الطريق؟
لكن في عالم المرأة فالبلية أكبر أيها الرجال، ولعل كثر من الرجال يستذكرون كم ساوموا، وكم زحفوا، وكم اذلوا من نساء في زمن كثر فيه الذكور، وقل فيه الرجال، وهم يغفلون تقلب الزمان، ولعل من نسائهم من يحاصرها الدهر، وتلجأ الى رجل فيقع المحذور.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم