محللون يرجحون "توجيه ضربة عسكرية لايران قبل رحيل ترامب" تفاصيل مثيرة ومؤشرات واضحة

محللون يرجحون "توجيه ضربة عسكرية لايران قبل رحيل ترامب" تفاصيل مثيرة ومؤشرات واضحة



المركز الخبري المستقل - عربي ودولي

 تصاعدت حدة التوترات في المنطقة بشكل متسارع خلال الأيام القليلة الماضية، وبوتيرة أعلى بعد اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زادة، وإعلان تخفيض واشنطن لبعثتها الدبلوماسية في العراق.

وبدت مؤشرات التصعيد واضحة بشكل كبير بعد قيام واشنطن بتحريك حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" الأضخم إلى منطقة الخليج.

وهناك عوامل أخرى تصب في صالح احتمالية ارتفاع حدة التوتر، وتتمثل في ترجيح الخبراء بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يسعى لتوجيه ضربة لإيران قبل مغادرته مقعده بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية من أجل خلق حالة من التوتر والتعقيد أمام الإدارة الجديدة في البيت الأبيض..  فهل حسم ترامب الأمر بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران؟.

وعلق المحلل السياسي الأمريكي ماك شرقاوي على هذا التساؤل قائلا: أعتقد أن قرار الإدارة الأمريكية بسحب القوات وتخفيض البعثة الدبلوماسية في بغداد إلى النصف يأتي في إطار تنفيذ ترامب لوعده الانتخابي بإعادة الجنود إلى الولايات المتحدة قبل الكريسماس.

وأضاف لـ"سبوتنيك": علاوة على ذلك أرى أن ترامب يريد خلق أزمة في الملفات الشائكة قبل انتهاء ولايته، كما يمكن أن تكون تلك القرارات هدفها وضع العراقيل أمام جو بايدن في الإدارة القادمة إلى البيت الأبيض، أو لتنفيذ سياسته التي يعتقد أنها في مصلحة أمريكا بإخضاع الجانب الإيراني وإخراجه من دائرة زعزعة الاستقرار في المنطقة والشرق الأوسط، وإجباره على العودة والدخول في اتفاق نووي جديد.

 ردود الأفعال

ويرى شرقاوي أن تخفيض البعثة الدبلوماسية إلى النصف، قد يكون تحسبا من ردود الأفعال حال قيام واشنطن بأي عمل عسكري، فكما نعلم أن صواريخ الكاتيوشا تتساقط على المنطقة الخضراء في بغداد، هناك احتمالات كثيرة وجميعها يصب في اتجاه أن هناك عمل عمل قد يحدث ضد إيران في القريب العاجل.

وأشار المحلل السياسي إلى أن: عملية اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زاده كان لها حسابات "ما بعد الضربة"، فبكل تأكيد إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تعلم بالعملية قبل تنفيذها بوقت كاف، وهذا شيء طبيعي، كما يمكن أن يكون لدى واشنطن تخوف من ردود أفعال الحشد الشعبي، وقد كانت هناك تهديدات باقتحام السفارة قبل ستة أشهر، وحمل وقتها البيت الأبيض الحكومة العراقية كامل المسؤولية عن أمن وسلامة السفارة دبلوماسييها.

وأوضح أن الصراع في الداخل العراقي وبشكل خاص الصراع "الشيعي -الشيعي" والمظاهرات التي خرجت تندد بإيران والحركات المسلحة التابعة لطهران، واحتمال انفجار الصراع الداخلي في أي وقت، خاصة وأن طهران تستخدم العصا الغليظة والقبضة الحديدية للسيطرة على الاحتجاجات والتي منها الاحتجاجات الفئوية على الأوضاع الاقتصادية والحرية والحياة الكريمة، لذا أعتقد أن الأمور يمكن أن تنفجر في العراق بين لحظة وأخرى.   

احتمالات الفعل العسكري

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النهرين العراقية الدكتور قحطان الخفاجي، إن: إجراء دبلوماسيا كالذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية بتخفيض أعداد الدبلوماسيين في سفارتها ببغداد إلى النصف، في الغالب يكون رد فعل على إجراء مماثل قامت به الدولة المضيفة، على سبيل المثال قامت العراق بتخفيض بعثتها الدبلوماسية في واشنطن وردت أمريكا بالمثل، هنا يكون رد الفعل الأمريكي يندرج تحت قواعد العمل الدبلوماسي، لكن أن يكون الأمر من طرف واشنطن بتخفيض عدد قواتها ودبلوماسيتها في ظل تصاعد المناوشات بينها وبين بعض الفصائل والأطراف في المنطقة يجعل الأمر بعيدا عن العمل الدبلوماسي ويطرح احتمالات أخرى.

وأضاف لـ"سبوتنيك": الاتجاه الأكثر احتمالا بعد الإجراءات الأمريكية هو أن هناك تصعيد غير دبلوماسي يقترب أكثر من القضايا العسكرية، ورغبة أمريكية في فعل عسكري في المنطقة استوجب التقليل قدر الإمكان من بعثتها الدبلوماسية حفاظا عليهم.

إجراء احترازي

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن: هناك احتمالا ثانيا لتخفيض البعثة الدبلوماسية الأمريكية في العراق، وهو أنه ربما يكون عملا احترازيا من جانب واشنطن للحفاظ على الجنود والدبلوماسيين من ردود الأفعال مع اقتراب ذكرى استهداف قادة إيرانيين في العراق العام الماضي.

وأوضح أن: هذا الإجراء الأمريكي لا يتسم بالمنطقية بدرجة كبيرة ولا يبدو مقبولا، نظرا لأن عملية الاستفزاز من جانب المليشيات في حد ذاتها إن كانت قد أدت أو لم تؤدي إلى قتل أشخاص فهي تعد تهديد واضح وكبير على الإدارة الأمريكية وسفارتها بالعراق، رغم أن عمليات الاستهداف من جانب المليشيات لم تكن موفقة بالمرة وكانت هناك احترازات كبيرة من جانب واشنطن لتبديد أي عمل عسكري ضد منشآتها والسفارة على وجه التحديد.

وتوقع الخفاجي أن: ما يحدث الآن هو عملية تصعيد أكبر من كونه عملا احترازيا ودبلوماسيا، وإنما هو خطوة ضمن التصعيد القائم في الصراع الأمريكي - الإيراني، وذلك من أجل تهيئة الأجواء لفعل عسكري أمريكي قادم في المنطقة.    وقررت الولايات المتحدة سحب نحو نصف دبلوماسييها من السفارة الأمريكية في بغداد، وسط توترات شديدة مع إيران، التي تخشى واشنطن سعيها للانتقام.

وقال موقع «بولتيكيو» الأمريكي أمس الأربعاء إنه أكد هذه المعلومات من مسؤولين أمريكيين أحدهما يعمل بوزارة الخارجية الأمريكية، وإن تخفيض عدد الموظفين من المفترض أن يكون مؤقتا لكن لم يتضح متى سيستأنف العمل بالطاقة الكاملة للسفارة نظرا لتزايد التوترات مع إيران.

وبين أن واشنطن تخشى أن تقوم إيران أو وكلاؤها في العراق باستهداف بعثتها الدبلوماسية في ذكرى مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

إرسال تعليق

0 تعليقات