الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
اعتادت مجموعة من القنوات المحلية على نظام بث مركز, هدفه تسفيه وعي الانسان العراقي, بعض تلك القنوات عائدة لأحزاب, وبعضها تعود لشخصيات مشبوه, والبعض الاخر اصحابها متخفين خلف ستار لا يعلم احد من هم! كل هذه القنوات تستشرك في سعي حثيث للتلاعب بالجمهور, فالاهم عندها ان يكون الانسان العراقي منشطر الفهم وغائب الوعي, بل هي تريده يكون كالأغنام تحركها كيف تشاء, وهي تعتمد في طروحاتها على نظريات الطغاة في عدم احترام المجتمع, والتركيز على جانبين, جمالية الطرح واستمرار الضخ, وهذا مع الزمن يجعل من تلك الاكاذيب والاشاعات ترتكز في مخيلة المتلقي, لتتحول فيما بعد الى حقائق يدافع عنها بشراسة.
وهنا تكمن المصيبة, حيث يستقتل الانسان في الدفاع عن اكاذيب تم تلقينه بها, بل يصارع الاخرين لأجلها.
العراق يعاني من فوضى مقصودة, تم وضعه بها كي يختلط الحابل بالنابل, وتضيع حقوق الناس, ويتسفه الوعي الاجتماعي, ويتحول الوعي لخليط قبيح من المعلومات الكاذبة, لذلك فالصورة العامة للمجتمع اليوم لا تملك اي مقومات الجمال, وتضيع الجهود هباءً, بل الاغرب ان نشهد عودة للجاهلية المقيتة, ونوع من انواع العبودية, بحيث ان تلك الجماهير الجاهلة ترفع القائد السياسي الى رتبة الانبياء والعياذ بالله, وهذا حصل بسبب الاعلام المحلي, الذي كان له الدور الابرز في نشر السفه في مجتمعنا.
اخر مهازل الاعلام المحلي كانت: سعي بعض القنوات لتحويل موت النجم احمد راضي لاغتيال.
مع انه توفى نتيجة مرض الكورونا, وداخل مستشفى النعمان في الاعظمية, وهذا كافً لأبعاد اي تهمة طائفية للاغتيال, فاذا بالقنوات المسمومة تبث تقارير وتحليلات مريضة! عن ان المرحوم احمد راضي قد يكون قتل, ودوافع القتل طائفية, وتلمح لهذه الجهة او تلك, وتستنفر برامجها لهذا الامر, فهذه القنوات تملك جيش من الاعلاميين المهرجين, الذين يفعلون اي شيء يطلب منهم مقابل الدولار, فالضمائر ميتة منذ الف عام.
وتطالب هذا القنوات المسمومة بتشريح الجثة! مع ان عائلة المرحوم احمد راضي لم تطالب بفتح تحقيق ولم تتهم احد, فلا اعلم من اين جاءت هذه القنوات الشريرة بكل هذا الحقد على العراق وشعب العراق! فيحاولون تسخير اي حدث لنشر السفاهة والكذب بين المجتمع.
العراق اليوم بحاجة ماسة لجهاز رقابي ذو سلطة واسعة, رقابة على ما تبثه القنوات المحلية, ضمن اطار حرية الرأي, بحيث لا يصادر الحريات, لكن يحارب الاكاذيب والاشاعات وزرع الفتنة, ويغلق اي قناة تمتهن هذا الشق الخطير, لان الدولة واجبها الاساسي هو حماية المواطن من الاخطار, وهذا القنوات تمثل خطر حقيقي على المواطن, فتصل به احيانا الى التهلكة, عسى ان تلتفت الحكومة لهذا المطلب الهام جدا.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم