بقلم: حمد الكنتي اعرف ان التحطيم يسري في مجتمعاتنا العربية بشكل كبير وللأسف ! حتى اصبح عادة سيئة تنهش في عقول الاجيال ! فتحطم من نفوسهم ، وتكسر مجاديفهم ، حتى يظل كل واحد منهم يراوح مكانه ! . ولكنني الاحظ دائما في تجمعات الشباب ، سواء في المقاهي ، او الاستراحات ، او العُزب، تفشي قضية التحطيم بشكل كبير ، فما ان يفصح احد الشباب عن حلم من احلامه ، حتى يواجهه البقية بسهام التحطيم القاتلة ! . وما ان يفكر آخر في تطوير حياته ، حتى يتحامل عليه البقية بعبارات مليئة بالتنقيص ، والاستهزاء منه ، حتى يندم على إخباره لهم ! . واذكر ان الكثير من الشباب عندما اجالسهم في الاماكن المزدحمة بأقرانهم يصمتون ! ولكن عندما نلتقي بعيدا اكتشف فيهم الكثير من الابداع ! فسألت واحد منهم ذات مرة : لماذا لا تبشرنيبإبداعاتك امام الشباب ؟ فقال لي : هل تريدهم ان يقتلون طموحاتي بتحطيمهم ؟ . فكرت في هذه القضية السلبية - والتي تخالف الهدي النبوي وكل الاخلاق الفاضلة ! فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يشجع الناس ، ويحفزهم ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم مُحطِما قط - فوجدت انها تعود الى بعض الاسباب التالية : اولا : الشباب الذين يحطمون هم منهزمون اصلا ، ولذلك لا يريدون لغيرهم ان يتميز عنهم ، حسدا من عند انفسهم ! . ثانيا : انهم أيضا اعتادوا التحطيم في منازلهم ، وبالتالي اصبحوا هم يمارسونه ، حتى اصبح عادة سلبية لديهم ! . ورغم معرفتنا بان التحطيم عادة سلبية ، الا ان هنالك حلول لو اتخذها الشاب ، ستشتكل لديه حواجز صلبة تجاه التحطيم ، والانتقاص ، منها : اولا : الثقة بالنفس ، فلو كان الشاب واثقا من نفسه ، فلن يضره أي مُحطِم سلبي قاصر التفكير . ثانيا : اختيار الصديق ،فالإنسان عندما يختار صديقا يشترك معه في اشياء كثيرة ، سيجد بشكل تلقائي أن التشجيع المشترك بينهما قد نما . ثالثا : على الانسان ان يعرف توجهات المجموعة التي سيتحدث بينها ، فاذا كانت طموحاته بعيدة عنها ، او لا تفهمها ، كما تقول الحكمة الصينية ( كيف يعرف السنونو الصغير طموحات الاوز الكبير ! ) فعليه ان يبحث عن مجلس اخر يفهم طموحاته اولا ، ويقدرها ثانيا ، ويشجعه عليها ثالثا . رابعا : تقول الحكمة ( اصنع من الليمونة الحامضة شرابا باردا حلو المذاق ) فعلى الانسان ان يحول تحطيمهم الى وقود فعّال ، يشعل في قلبه طاقة النجاح ، والتميز . خامسا : على الانسان الذي يعشق التحطيم ان يتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( قل خيرا او اصمت ) وعليه ان يعي الحكمة التي تقول ( ليس العظيم من قال عنه الناس انه عظيم ... انما العظيم بحق من يُشعر من بحضرته انهم عظماء ) ويعي ان الحياة صدى ، فما تفعله سيعود عليك ، وكما تدين تدان ! . سادسا : على المُحطِم أن يعرف ان الناس تحب من يُسمِعها الكلام الحسن ، ويشجعها في طموحاتها ، ولذلك قد تجد من يشكرك على كلمة مُحفّزة قلتها له قبل سنوات طويلة ، ومع ذلك لم ينساها ! بل يعتبرها جميل منك ، اسديته له في لحظة كان يحتاجه فيها . وبالتالي فانك أيها العاشق لتحطيم الاخرين ، والحط من قدرهم ، اذا ظللت على نهجك السيء ، فلن تستفيد الا خسارة العلاقات ! وسينفضّ الناس من حولك ! وتبقى حيناها سراب لا معنى لك ! . حكمة المقال : التشجيع ثلث المساعدة ! ( مثل إيطالي ) .
2 تعليقات
مقال جيد صاحبه وضع الدواء على اداء حيث بين لنا المرض عند الكثير من الناس كيف يحطمون الآخرين بكلامهم المضبط الذي يحمل في طياته فيروسات خطيرة تنخر العظم ولا تبقي اللحم وتنهش الكاتبوضع لدواء حتى يوقف زحف هؤلاء المضبطين يشريحة من هؤلاء فكان دواءه نافع وناجح وناجع وكلماته دالة وموحية أفكاره مرتبة بينة ظاهرة دون أن أغوص كثيرا فصاحبنا أجاد في طرحه لقد أحسن النشر أبوكر معلم وكاتب قصص ومسرح للأطفال وكتابة الخاطرة ومراسل صحفي سابق متطوع ومرشد متطوع تقبلوا تحياتي الجزائر شرقا
ردحذفاهلا بك ونرحب بكل ماتكتبه مع التقدير
ردحذفنرحب بتعليقاتكم