الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
اتصلت بي صديقة لتحدثني عن مأساتها, لقد كانت تشعر بصدمة كبيرة, كل ما حدث معها كان غريبا, حيث كانت لها "صديقة" في عالم الفيسبوك, وتدعي انها كاتبة, ويبدو من صورها انها كبيرة في السن, اي يجب ان تكون انسانة ناضجة, ويبدو ان لها كتابات منشورة, وهذا يعطي انطباع انها كاتبة مثقفة ناضجة ولها اسم ادبي, وكانت بحجة اهتمامها بصديقتي فتطلب منها نصوصها لتعطي رأيها باعتبارها خبيرة, وتصحح لها النصوص, وبطيبة قلب كانت صديقتي تعطيها النصوص, وتشكرها على آرائها الخبيرة!
بعد فترة اكتشفت عن طريق الصدفة ان نصوصها منشورة, لكن باسم تلك الكاتبة اللصة! واختفت صفحة اللصة بعد عتب صديقتي لها.
قصص كثيرة لكن بعنوان واحد وهو (السرقة الادبية), وتحصل كثيرا في بغداد, تدعم قضية تواجد شخوص قبيحة تسرق الافكار, ومازلت اتذكر جيدا صديقي احمد الشاعر في ايام الكلية, كتب قصيدة رائعة بطالبة احبها, وتناقل الطلاب تلك القصيدة, حتى وصلت بعض ابياتها لطالب يعمل في صحيفة, ويدعي انه شاعر, فطلب القصيدة من صديقي على اساس انه يريد ان ينشرها في صحيفة, وبعد ايام لم نشاهده الا صدفة, واخيرا اعتذر عن نشرها بحجة ان القصيدة غير جيدة.
بعد اشهر اكتشفنا انها دخلت مسابقة باسم ذلك المدعي, وفازت لاحقا بجائزة, فلم ينفع الشجار بإعادة الحق الضائع.
قضية سرقة النصوص اصبحت شائعة, ونسمع كثيرا عن عمليات سطو يمارسها بعض التافهين, كي يبني لنفسه مجدا ادبيا عبر سرقات متكررة, والحقيقة في العراق الحقوق ضائعة, بسبب ضعف القانون الذي يحمي المنجز الابداعي, لذلك قصص السرقات الادبية في تكاثر يومي, وتمثل خطرا جسيما يفقدنا الثقة في البيئة الادبية, حيث يغيب الضمير عند البعض, ويتحول بعض الكتاب الذي نضب قلمهم, الى مجرد ذئاب متوحشة, كل هدفها الانقاض على الغنيمة (النصوص الادبية), والتي هي حق الأخرين.
ان السكوت امام هكذا جرائم هو مشاركة بالجريمة, وهذا ما فعلته ذات مرة مع "نصف كاتب" وذيل لاحد الاحزاب, حيث قام بنسخ مقال لكاتب اردني ونشره في المواقع المحلية باسمه, فعريته امام الجميع حتى سقط في نظر كل من عرفه, وهذا واجب على كل كاتب حر ان يفضح لصوص النصوص الادبية, وادعو اتحاد الادباء ونقابة الصحفيين والكتاب العراقيين الى تفعيل خطوات حماية النصوص من السرقة, وتفعيل معاقبة لصوص النصوص.
علينا كمثقفين وكتاب ونخبة, ان نعري هؤلاء اللصوص القذرين, ونطردهم من البيئة الادبية, وان نسقطهم من كراسي الوهم التي جلسوا بها, ونعيد الحقوق المغتصبة لأصحابها.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم