اتفاق الصين .. الحلول الكبرى والباحثون عن لطلطة.​

اتفاق الصين .. الحلول الكبرى والباحثون عن لطلطة.​



إستقال عادل عبد المهدي أواخر شهر تشرين الثاني، 2019. بعد تلميح من المرجعية بذلك. كانت التظاهرات تطالب بفرص العمل كأوّل مطلب واضح، ثم انتقلت الى مرحلة الفوضى والعنف والمواجهة المحرّض عليها مع قوات الأمن، ثم صفحات الحرق والإنتقام التي انتشرت مثل البكتيريا بلا سيطرة. وعلى طول الخط لم تفلت التظاهرات من الإستغلال السياسي، و(الركوب)المجاني لبعض القوى السياسية، خاصة تلك التي جرّبها الناس حين كانت تمسك بمقادير السلطة. وبعضها لم يخرج من دست القوة والسلطة أبداً. ومع نهاية تشرين الأول، كان الشعار اللاعقلاني(الشعب يريد إسقاط النظام) قد أخذ مقعده بين الشعارات المرفوعة، رغم أن أياً من رافعي هذا الشعار، ومعهم من يروّج لأطروحتهم في منصات التواصل الإجتماعي لم يشرح أبداً، ماهي الخطة التالية بعد أن نتخلى عن(النظام!). خاصة ان هذا النظام أثبت أنه يمارس التداول السلمي للسلطة بطريقة مأمونة لم ينجح بها أحد في الشرق الاوسط. والسبب هو أن هناك دستور جرى الإلتزام الى حد كبير ببنوده، رغم الفساد البائن في الحياة الاقتصادية والسياسية.
لدينا دولة ومجتمع يعتاش على بيع النفط الخام، ولا ينتج إلّا أقل من 5%من احتياجاته اليومية الاستهلاكية. ومع ذلك، فإن سوق العمل العراقية تستقبل سنوياً 500 الف عاطل جديد. أما الحكومات السابقة فقد اتخمت دوائر الدولة بملايين الوظائف الحكومية التي لا معنى لها سوى أنها جزء من ملف سياسي-انتخابي، مثلما جعلت الوظيفة رشوة إنتخابية. فأين يكمن الحل؟.
لدينا دولة صديقة هي الصين، ليس لها أطماع جيو-سياسية في العراق، تشتري منا كل صباح مليون برميل من النفط الخام، وهذا الرقم مرجّح جداً للزيادة. أولاً لأن الصين تتوسع في الاستهلاك. وثانياً لأن العراق فيه إحتياطي ثابت ومؤكد. لن تضع الصين أي ديون على العراق، إنما هي أموالنا، التي سنبيع مقابلها النفط حتماً الى الصين. ثم تقف الحكومة الصينية بمثابة(كفيل خسّار) إزاء الشركات التي ستعمل في العراق. هذه الشركات ستضع  اربعة عمال عراقيين  مقابل كل عامل صيني او مهندس صيني ..
قائمة طويلة من المشاريع الكبرى التي تشكل أساسا للبنى الارتكازية ذكر منها  على سبيل المثال لا الحصر الطرق السريعة  والمدارس والمستشفيات والجسور و القطار السريع والماء والمجاري والطاقة والنقل والمطارات وغيرها ..
من هنا، فقط من هنا، يمكن ان نتدبر فرصاً جديدة للعمل. وإستثماراً حقيقياً. هذا النوع من التعاقدات والإتفاقات هو الذي يغير شكل البلدان، وليس مشاريع وهمية خيالية كما جرت العادة سابقا !.
المرجعية تعرف هذه الحقائق، وتعرف أن فريق عبد المهدي الذي بدأ مشوار الصين يجب أن يكمل ما بدأه، ولن يكون ممكناً البدء من جديد مع أشخاص تجلبهم الصّدفة كلّما شكّلنا حكومة جديدة. والمرجعية تعرف أن عبد المهدي(الذي لم تُمهله إشتباكات الفيسبوك)، وانبرى للتحريض ضده كل المتضررين، وكل الناقمين، وكل الذين لم يتمكنوا من تحقيق شيء حينما كانوا في موقع المسؤولية، المرجعية تعرف هذا الأمر. وتعرف ان الخلاص الحقيقي لن يكون إلّا عبر الفريق الذي اتجه الى الصين. الإتفاق الذي اعتبرته الولايات المتحدة عظم سمك دخل فمها. لا إيران، ولا منّة السعودية، ولا عجرفة واشنطن، ولا عمق عربي نسمع به منذ الستينيات، ولم يشاركنا في(مجلس فاتحة)على الأقل

إرسال تعليق

0 تعليقات