نظام الاقتراع الفردي ( الاقتراع الأكثري للمقعد الواحد) :تحديات وتهديدات

نظام الاقتراع الفردي ( الاقتراع الأكثري للمقعد الواحد) :تحديات وتهديدات



د. باسل حسين
ونحن على أعتاب تطبيق نظام جديد للاقتراع الا وهو نظام الاقتراع الفردي فأننا لا نأتي بشئ جديد بل هو عملية استيراد لنظام طبق في، بريطانيا متذ قرون عدة.
وقد كتب الكثير عن الجوانب الايجابية لنظام الاقتراع الفردي وأهمية تقسيم الدوائر الانتخابية على أساسه إلى دوائر صغيرة نسبيا من دون التطرق الي الجوانب الأخرى لذا يطيب لي أن اكتب عن التحديات والتهديدات التي يطرحها هذا النظام من خلال تجارب الدول التي طبقته. 
1. اول تحدي يمكن أن نواجهه هو مدى حيادية السلطة المسؤولة عن تقسيم الدوائر الانتخابية، أذا يمكن أن يلعب تقسيم الدوائر الانتخابية دورا كبيرا في نوع الفائز سواء حزبيا او قوميا او مذهبيا الخ.
2. وهي مرتبطة بالنقطة أعلاه، ‏تاريخيا اكثر نظام انتخابي يمكن التلاعب به هو نظام الأكثرية لاسيما عن طريق التلاعب بالدوائر الانتخابية. اقراوا جيدا عن تقنية السحلية (جيري_ماندر) لحاكم ولاية ماساتشوستس،وعن الانتخابات اليونانية والكينية واللبنانية..
3في تجارب دول عدة تحولت الدوائر الانتخابية الصغيرة بمرور الوقت إلى إقطاعيات لأفراد او عوائل أو احزاب بعينها بحيث تكاد ان تكون النتيجة محسومة مسبقا.
4.التحدي الثالث هو التمثيل بمعنى مدى مقدرة الدائرة الانتخابية على تقديم فرصة حقيقية للتعبير عن للصفة التمثيلية للدائرة التي تحقق مصالح هذه الوحدة الانتخابية.
5.هناك تحدي آخر يتعلق بتحقيق مبدا العدالة في تقسيم الدوائر على اساس المساواة النسبية للكثافة السكانية للدوائر الانتخابية.
6.ينبغي أن يؤدي تقسيم الدوائر الي تحقيق مبدا اساسي درجت عليه معظم الديمقراطيات بل وكانت سببا اساسا في تغيير تقسيم الدوائر الا وهو ( إعطاء كل صوت قيمته الاقتراعية).
7.يقود الافتراع الفردي إلى مزيد من التقسيم الحاد العامودي للمجتمعات على مستويات عدة عرقيا ومذهببا وعشائريا لاسيما في، الدول النامية ومنها العراق. .
8.سوف يكون للصوت العشائري الدور الكبير في أية انتخابات قائمة على اساس التصويت الفردي بل سيتقدم على بقية الفاعلين الآخرين. 
9.ستكون الحملات الانتخابية قائمة على اساس وعود ومصالح الدائرة الصغيرة واهتماماتها وسوف تطغى على الوعود او الشعارات ذات المصلحة العامة.
10.النائب هنا سيشعر انه يمثل دائرته الصغيرة ولذا سيركز جهده في التركيز على دائرته لان عينه ستتطلع نحو كيف الفوز في الانتخابات.
القادمة.
11. التمثيل النسوي، إذ يطرح هذا النظام تحدي يتمثل في كيف نضمن أن لا يؤدي هذا النظام الي سجن النساء في الكوتا التي وضعت لها ومنعها من زيادة حصتها مثلما ما يحدث في المقترحات الحالية.
12. يفرض نظام الاقتراع الفردي تحد فرعي يثمثل في نوع الاختيار الذي يذهب نحو الاقتراع الأكثري ذو الدورتين او الاقتراع الأكثري ذو الدورة الواحدة وعادة مايتوافق آلية الدورتين مع النظام التعددي للاحزاب اما آلية الدورة الواحدة فهو ينسجم عادة مع ثنائية الاحزاب. وغالبا ما يتم اللجوء في هذا النظام الفردي الي آلية الدورة الواحدة حيث يفوز المرشح الذي حصل على أعلى الاصوات من بين جميع المرشحين لكن دون أن يكون ذلك شرطا لازما فيمكن اللجوء إلى آلية الدورتين لكي يحصل الفائز على شرعية أكبر لصفة التمثيل عن الدائرة الواحدة.
13.تطرح آلية الدورة الواحدة اشكالية الصفة التمثيلية للدائرة فقد يفوز مرشح بأصوات قد لا تصل على 25% اقل او أكثر في حين أن ما يقارب 75%, لم يصوتوا له ولهذا فأن آلية الدورتين أكثر عدالة وتطبيقا للصفة التمثيلية للمرشح.
14.تثير تقسيم الدوائر المختلطة سكانيا شكوكا مستمرة في نوايا التقسيم وقد تقود الي توترات يمكن أن تهدد السلم الاهلي أو عملية الاستقرار مع كل عملية انتخابية.
15.التحدي الاخر يتمثل في كيفية تحقيق الانسجام بين التصويت الوطني للاحزاب وبين تمثيلها الحقيقي في البرلمان.
16.يساهم هذا النظام في إهدار نسبة كبيرة من الاصوات ويزداد هذا الهدر اذا تزامن مع تطبيق آلية الدورة الواحدة. 
صفوة القول، لن أصدر حكمي على هذا النظام بالنجاح او الفشل فليس هناك نظام انتخابي معياري صالح لجميع المجتمعات كما أجد من من المبكر الحكم عليه لكني اطرح هنا رؤى مغايرة وفق منظور علمي بعيدا عن التحيزات المسبقة لكي تكون لدينا الصورة اكثر اكتمالا.

إرسال تعليق

0 تعليقات