بمثل هؤلاء لا تبنى البلاد ولا تتطور

بمثل هؤلاء لا تبنى البلاد ولا تتطور

عز الدين المانع

من المؤلم جدا أن يتسلم مقاليد الأمور في بعض مؤسسات الدولة المهمة مسؤولون لا خبرة لديهم ولا تجربة ولا كفاءة , ولم يكونوا من ذوي الاختصاص في مجال المهماة الملقاة على عاتق هذه المؤسسات ذات العلاقة المباشرة بحياة المواطنين واحتياجاتهم , أو المعنية بتقديم الخدمات الأساسية التي تقع على عاتق الدولة سواء كانت صحية أو صناعية أو زراعية أم تربوية أم حتى عمرانية ..
ولهذا راح كل شيء يتدهور ويتراجع برغم التخصيصات المالية الكبيرة التي صرفت للتأهيل والتطوير والتوسع .. وبرغم مرور الوقت الكافي للإنجاز وتقديم النتائج الأفضل ضمن الصلاحيات والمهمات التي تقع على عاتق المسؤولين في مثل هذه المؤسسات – كما هو حال الكهرباء والإسكان وبناء المشاريع العمرانية وخدمات البنى التحتية والصحية والتربوية والزراعية وغيرها – فإذا كان المسؤول الذي يتربع على واحد من مقاعد هذه المؤسسات لا يمتلك هذه الخبرة أو الكفاءة ولا الاختصاص , فاقرأ على هذه المؤسسة السلام .
ولا شك إن وزارة الكهرباء واحدة من هذه المؤسسات الخدمية المهمة التي لم تسلم من هذا الوباء .. فقد تسلم مهام قيادتها وزراء ومسؤولون لا يفقهون شيئا في مجال الطاقة الكهربائية , وليست لديهم القدرة على تطويرها وتجاوز أسباب تقهقرها وربما لا يمتلك بعضهم النزاهة في الحفاظ على ما خصص من أموال هائلة لتطوير المنظومة الوطنية .. وقد تجاوزت حدود الحاجة الفعلية للتطوير لو كانت قد تعاقدت مع الشركات العالمية الرصينة والمعروفة في مجال هذا الاختصاص .. ولم يلمس المواطنون سوى وعود خاوية وهدر للأموال في عقود مع شركات غير رصينة لا تجيد سوى منح ( الكومشينات ) السخية والرشى ومن ثم التنصل عن إكمال ما تم التعاقد عليه وترك المواطنين (( أسرى )) بيد أصحاب المولدات الأهلية الذين راحوا يستنزفون جيوبهم وعافيتهم وأعصابهم ..
ومن الأمور الكارثية أن تسلم شؤون الطاقة إلى أشخاص لا خبرة لهم بهذه الشؤون , وراحوا يعلنون عبر وسائل الإعلام وعود لم تتحقق على أرض الواقع أصلا .. كما وعد بها قبل ثمانية أعوام ( نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني ) وكان يشغل في حينها حقيبة الكهرباء وكالة , فقد أعلن آنذاك عن ( حل مشكلة الكهرباء نهائيا ) خلال عامين , وأضاف , إن مجموعة العقود التي تم توقيعها وبدأ العمل بها ميدانيا ستوفر حاجة البلاد من الطاقة ( وتصدير الفائض منها إلى خارج البلاد ) .. وها نحن بعد أكثر من ثمانية أعوام من تلك الوعود والتصريحات , المضحكة والمبكية , لا نزال نستجدي ( الطاقة ) من دول الجوار , وتمتص جيوبنا المولدات الأهلية ..

وهكذا هو حال وزارات الصناعة والمعادن والزراعة والتربية والأشغال والإعمار والإسكان والنفط والنقل والتخطيط وحتى المالية التي لم يتسلم مهماتها مسؤولون من ذوي الاختصاص والكفاءة والنزاهة والولاء للوطن .. ولا ندري ماذا بعد وإلى أين تجري بنا رياح ( التغيير والربيع المزعوم ) ؟؟

إرسال تعليق

0 تعليقات