عبدالله الجزائري /العراق
الحكومة برئيس وزراءها عادل عبد المهدي ورئيس هيئة الحشد فالح الفياض اتخذت الصمت جواباً للعدوان ، فلم تنبس ببنت شفا حتى نفذ صبر المهندس ، ولما تكلم بكلام لله فيه رضا وللوطن شرفاً وكرامة وصيانة لسيادته ، ثارت ثائرة الحكومة فاجتمع عبد المهدي مع الفياض ومريديه فظهر بيان مشكوك في صحته ولكن تم ترويجه وتسويقه على انه الموقف الرسمي للحشد ولم يتم نفيه والتنكر له كما تنكروا لموقف المهندس ،
اذن نطق الفياض كفراً بعد ان صمت دهراً ، ولم يأتِ بيانه بشيء جديد غير اعطاء المزيد من جرعات التخدير والاستمرار بسياسة الغموض والالهاء ، واهم نقطة أرساها واراد ترويجها بيان الفياض انه يخالف تصريحات المهندس وان المهندس لا يمثل راي الحشد ، ولعمري ان هذا الطعن والتنكر لتصريحات المهندس لا يقل خطورة عن العدوان نفسه ، فقد نشروا غسيلهم امام الرأي العام الداخلي والخارجي ، ولنستعرض نقاط البيان عسى ان نجد فيها رشدا ،
فالنقطة الاولى في ان العمل بفعل فاعل ومدبر تحصيل حاصل ونتيجة متأخرة بعد تواتر واستفاضة الادلة على ذلك ، واغلب الظن انه لولا تصريحات المهندس لما خرج هذا الاعتراف ، والنقطة الثانية التشديد على السيطرة الجوية وعدم السماح بالطيران بدون موافقات في الوقت الذي يعلن فيه التحالف عدم التزامه بذلك سيما في حالات الضرورة ، ولا احد سواهم يقدر مواقف الضرورة !!والنقطة الثالثة حرفة العاجز عن حماية اجواءه وارضه فيضطر لنقلها الى اماكن اخرى ، دون تقديم ما يضمن عدم استهداف هذه الاماكن ،
وصلنا الى النقطة الرابعة والتي هي النقطة المهمة والجوهرية التي تعتبر سبب وجود البيان ، وبدونها لا يوجد ما يوجب ظهوره وكسر حاجز الصمت ، النقطة الخامسة في البيان لم توضح لنا آفاق وسبل وقف مسلسل العدوان واكتفى بجرعات تخدير كما اسلفنا والمتابعة للتطورات وكاننا دولة اخرى تراقب العدوان وتتخذ سياسة النأي بالنفس ولاتريد زجها بالصراع الايراني الاميركي
ورغم انها تطرقت للاهتمام بأمن العراق وشعبه ولكنها خلت من حماية ارضه واجواءه ضد اي عدوان ،
الظاهر من سياسة الصمت والغموض ان الحكومة ومن والاها من هيئة الحشد تريد تكريس فكرة العجز عن الرد والردع مستعينة ببعض الآراء الشاذة والمنبطحة التي تضرب بموقف دمشق مثلاً في امتصاص الصدمة والضربات الاسرائيلية ، وهو قياس مع الفارق ، لجهة ان ليس ثمة تشابه بين العراق المنتصر على داعش حالياً ، وسوريا التي تعانيانقساماً منذ 2011 ولحد هذه اللحظة التي تخوض معركة ادلب ، فسوريا مشغولة في تحرير اراضيها من الارهاب والاطماع التركية ، ومحكومة بفيتو روسي يحدد متى عليها الرد من عدمه ، وقد شهدنا خروج سوري وايراني عن هذا الفيتو في الرد الصاروخي على المدن الاسرائيلية من الجولان ،
اما الرأي القائل بعدم السماح لقوات الحشد للرد من قبل حكومات سوريا ولبنان والأردن لانها تتبع سياسة الهدوء والعقلانية ، فذلك اطلاق وتعميم غير صحيح ، بل ان الحشد وفصائل المقاومة العراقية والايرانية والافغانية وغيرها شاركت في معارك سوريا ونفذت ضربات داخل اراضي اسرائيل رغم الاعتراض الروسي ، والامر منوط بطبيعة الرد ووجهته ، ومع كل ذلك نحن لا نطلب سوى تأمين أجواءنا وحماية ارضنا من العدوان ، وهذه ايران قد كشفت عن اقوى منظومة دفاع جوي باور ٣٧٣ ، ولدينا روسيا وغيرها من البلدان التي يمكن ان نتكامل معها عسكريا والمرحلة هي مرحلة الامن الجماعي والاقليمي ،
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم