تعليم ام ترهيم ..

تعليم ام ترهيم ..



تحياتنا الخالصة 
قبل سنة اتصل احد الاصدقاء يعمل في الامانة العامة لمجلس الوزراء يطلب مرافقته لنائب تايلاندي ووزير سابق جاء للعراق في زيارة عمل مع احد المعاهد الاهلية غير معترف بها الذي تدعي تخصصها في منح شهادات عليا من دراسات عليا !!!!
كان الوزير التايلاندي قد سمع عنا من صديقنا الذي اجهد نفسه في نقل ارائنا في التعليم العالي اليه بعد ان  ترجمها..ذهبنا الى فندق برج الحياة لاصطحاب النائب التايلاندي والذي تبين انه استاذ جامعي سابق ويملك جزء من اسهم جامعة هناك ...عندما وصلنا للمعهد العالي في الكرادة  تفاجئت بان صاحبه قد التقيته مرتين في السابق ، الاولى في بيت المستشار السابق لمجلس الوزراء بسام الحسيني والثانية في مقر منظمة بدر عندما استضافنا على عشاء عمل الحاج هادي العامري للمناقشة في عراق ما بعد داعش..وكان المستثمر يطلب التدخل في الاعتراف بمعهده العالي..قال المستثمر للوزير التايلاندي : انتم استضيفوهم شهر والباقي علينا نحن هنا ندرسهم كم شهر والشهادة تطلع منكم .!!!! .قلت: كم شهر يدرس في تايلاند وكم شهر في العراق ؟؟؟، ثم موضوع الاطروحة او الرسالة ،كيف يتم اختيارها وجدول انجازها و تحديد اصالتها ؟؟؟؟
كان المستثمر يتحدث بلغة اصحاب معارض السيارات قائلا": كل المتقدمين من المسؤولين ، مايهمهم الدوام ولن يستطيعو التفرغ ولا الدراسة ، تنقصهم الشهادة و نحن خير من يوفرها !!!!.سألته : ولكن معهدكم غير معترف فيه من قبل التعليم الاهلي و وزارة التعليم العالي.!!!؟؟..قال: بعد مدة سيعترفون ، مثل معهد العلمين للدراسات العليا في الكوفة ،حيث يتم تكييف واعتراف الوزارة على وضعنا ، دكتور نحن افضل ناس بالترهيم بقى على التعليم !!!!!!!.
رجعت وقد ارتفع مؤشر الكأبة والحزن والاحباط لعقلية مستثمر بائس قد اساء لكل مستثمر محترم...في وزارة العلوم والتكنولوجيا اكثر من ١٠٠٠٠ منتسب ،بقى منهم ٨٠٠٠ منتسب بعد التفكيك في الهيكل الاداري والنقل ،منهم اكثر من ١٢٥٠ باحث علمي من حملة الشهادات العليا من الماجستير والدكتوراه، تحتوي على قرابة ٥٠ مركز بحثي تخصصي و ٦ مديريات ونحو ٥٠٠ مختبر علمي تخصصي ، وبالامكان استثمار هذه البنى التحتية من قاعات وابنية ومراكز بحثية متخصصة في انشاء ( اكاديمية العلوم والتكنولوجيا للدراسات العليا ) والتي ممكن ان تعمل مباشرة عن طريق استضافتها لطلبة الدراسات العليا في الجامعات الحكومية والجامعات الاهلية لحين اصدار قانون اكاديمية الدراسات العليا والتي قد تقلل من الطلبة العراقيين الوافدين الى دول الجوار لاغراض اكمال دراساتهم عليا ..ان اعتماد المشاكل التي تتعرض لها مؤوسسات الدولة ودراسة الكيفية في تطوير عمل وانتاج وادارة المؤوسسات قد تساهم في التنمية المستدامة لمفاصل الدولة العراقية و تحقيق حالة صحية من الترابط بين الجامعات والمراكز البحثية مع انشطة الدولة والمجتمع ...
في ٢٠١٢ ايام اعصار ساندي في نيويورك كنت لفترة اسبوعين في فندق واحد مع دكتور ياباني متخصص في العقائد والديانات والاخلاق ، عندما سالته : كيف يلحق العراق بالعالم المتطور ؟؟؟
قال تانكا الياباني : لكي تصل القمة في اعلى الجبل بقدراتك عليك بالتسلق الذي ستعاني فيه الالم وتكابد الصعوبات و تبادر بالمجازفة ، لان الاخرين سيصلون الى القمة باستخدام مركباتهم الذي ستدور على الجبل وهذا سيستغرق وقتا والذي سيكون عليك اطول !!!. كما قال صديقنا الياباني علينا ان نبادر بطرق وآليات و تقنيات تحقق اهدافنا بسرعة ولو بقدر كبير من المجازفة والجرأة بدل من السياقات التقليدية ..عندما قلت هذا الحوار الى احد الناشطات قالت ضاحكة : اتسلق ولا تزحف...
لنا وللعراق اللطيف الخبير
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

إرسال تعليق

0 تعليقات