سرقة مليار دولار عبر مشروع "المستشقى العسكري" الوهمي.. وفساد اخر في المبنى الجديد

سرقة مليار دولار عبر مشروع "المستشقى العسكري" الوهمي.. وفساد اخر في المبنى الجديد





بغداد- المركز الخبري المستقل


كان العراق يمتلك حوالي 26 مستشفى عسكرية، موزعة على فئات (أ ب ج د)، بالإضافة الى مستشفيات القوة الجوية العراقية، اغلبها تحولت الى مستشفيات مدنية مثل مستشفى البصرة العسكري التي تحولت الى 'مستشفى الفيحاء' بعد 2003، ومستشفى ابن ماجد البحري، التي تحولت الى ' مستشفى الشفاء العام' في البصرة.
 تم فتح ملف المستشفى العسكري والذي كان غطاء لسرقة مليار دولار خلال الفترة السابقة.
ويقول النائب السابق عادل نوري في تصريح صحفي أن من ضمن الملفات التي توقف التحقيق فيها، ملف 'المستشفى الوهمي في حكومة المالكي' الذي صرفت لأجله ميزانية كبيرة بلغت مليار دولار، لتقديم خدمات حديثة ومتطورة للعسكريين، 'لكن تبين في التحقيقات أنه غير موجود في العراق، حتى أنه لم يتم وضع حجر الاساس له'.
مصدر في وزارة الدفاع ابلغ 'المدار' ان موضوع هذا المستشقى ممنوع الاقتراب منه او التحدث بشأنه،
واضاف المصدر ان الاموال التي صرفت على هذا المشروع و التي بلغت قرابة المليار دولار تم سحبها من رصيد وزارة الدفاع، لتختفي بعد تهريبها خارج العراق بحجة استيراد المواد والاجهزة الطبية، بل شمل الاستيراد المزعوم حتى مادة الاسمنت بحجة انه ذو مواصفات خاصة، مبينا ان هناك تحذيرات وتهديدات تطال كل من يحاول فتح هذا الملف او التقرب منه.
ويوضح ان الحكومة اعلنت في العام 2012 عن نيتها تشييد مستشفى بسعة 400 سرير في المقر السابق لوزارة الدفاع، بجانب الرصافة، وعلى مساحة 10 آلاف متر مربع، بلغت كلفته 147،5 مليار دينار، لكن المستشفى لم يتم إنجازه حتى الآن، برغم ان المدة المتفق عليها كانت 18 شهراً فقط.
واشار المصدر الى انه تم تغييرمكان تشييد المستشقى الى مكان مقر قيادة الفوة الجوية السابق ' مقر السفارة الامريكية في العراق قديما'، وبالرغم ان المساحة اقل بكثير من مساحة المشروع الاصلي، وتقليل عدد الملاحق في المستشفى الجديد، الا ان مبلغ التشييد بقي على حاله، وهو دليل اخر على وجود فساد في المشروع الجديد.
وبلغ الغطاء السريري الكلي لمستشفيات الطبابة العسكرية العراقية اثناء عمليات الغزو الامريكي للعراق في نيسان 2003 ما يقارب 5000 سرير مخدوم لم يسلم منها الا 20% فقط بعد انتهاء العمليات العسكرية وما تلاها من عمليات سلب ونهب وتخريب منظم أدت الى تهديم البنية التحتية للطبابة العسكرية وغيرها من المرافق الحكومية الاخرى في العراق.
اما في هذه المرحلة فكان الجرحى الذين يتم اخلائهم من الاشتباكات في عمليات تحرير المدنمن تنظيم داعش محملين بإصابتهم التي أصيبوا بها، ليجدوا أنفسهم أمام المزيد من النزف وهم يُنقلون بين أوراق البيروقراطية والموافقات واكتظاظ المستشفيات، بسبب عدم وجود مستشفى عسكري خاص بهم، ما يفتح شرخاً كبيراً بين التضحية التي يقدمها العسكري، والرعاية والاهتمام الذي من المفترض ان يولى له.
وفي الوقت الذي تستخدم فيه اغلب الدول 'المستشفى المتنقل' في الحروب التي تخوضها، واستخدمها العراق فعلياً في ثمانينات القرن الماضي. تفتقر المؤسسة العسكرية الحالية لوجود مستشفيات مماثلة تأخذ على عاتقها معالجة الجرحى، ناهيك عن اغلاق العديد من المستشفيات بعد العام 2003.
وقد امتلك العراق واحدة في العام 1981، وشارك في قواطع العمليات المختلفة، كما وتكون 17 عجلة مدرعة، وبسعة 50 سريراً. لكن المستشفى دمرت في العام 1991 بضربة لطائرات التحالف آنذاك. بحسب دليل المستشفيات العراقية (iraqmma).

إرسال تعليق

0 تعليقات