الاصلاح في العراق مثل دهين ابو علي الشهيرة

الاصلاح في العراق مثل دهين ابو علي الشهيرة




وسام الكعبي  

بعيداً عن الانتقاص لشخص ابو علي صاحب اشهر حلاوة دهينة في النجف الاشرف بوجه خاص وأصحاب هَذِهِ المهنة بوجه عام .
ان اغلب دُعاة الاصلاح من الطبقة السياسية المُترفة او الذين ينتهجون قناع الاصلاح سواء على الصعيد السياسي او الاجتماعي او حتى التربوي ، لكن نخص منها اصحاب الاصلاح السياسي لانهم اصبحوا يُسببون لَبساً في عقلية المُجتمع العراقي كَمثل محل دهين ابو علي الشهيرة فأغلب محلات بيع الحلويات في النجف الاشرف تحمل اسم (دهين ابو علي الشهيرة) لكن اَي منها الأصلية والحقيقية (لا نعلم ولن نعلم ؟؟) لان هذا الاسم تواتر علينا حتى أصبحنا نوقن بأن كل هَذِهِ المحلات هي لهذا الشخص ، فالبعض يعتقد بأنهُ مليونير بسبب كثرة انتشار اسمه التجاري على اغلب محلات الحلويات ؟ والبعض الاخر لم يستوعب حتى ان يكون هناك شخص بهكذا اسم ولا وجود لَهُ أصلاً  ؟ وإنما هو اسم اصطنعهُ البعض لخلق هالة لشخص مجهول ولا وجود له !! ، بالتالي فأن اهل النجف القُدماء هم وحدهم من يستطيعوا ان يُجيبوا !! 
بأن يكون هناك حقيقة ثابتة من عدمِها لشخصية (دهين ابو علي الشهيرة) ، فأذا عُدنا الى موضوع الاصلاح السياسي في العراق فأنهُ مُشابه بدرجة كبيرة جداً لدهين ابو علي الشهيرة فكُثرة الدُعاة للإصلاح جعلتنا نعتقد بأن كُل من ينادي بالإصلاح هو اما مصلح حقاً او ادعاء وهمي ولا وجود له !!
إذاً من يسرق قوت هذا الشعب ؟ ومن يتحكم بمُقدراتهِ ؟ومن يقتل هذا الشعب ؟ 
او يُمكن ان يكون (الاصلاح) قناع اصطنعتهُ واتخذتهُ الطبقة السياسية لخلق هالة لشيء لا وجود لَهُ !!
او بشكل ادق و وصف آخر وحسب لهجة نظام الاندرويد ( هذا العنصر غير متاح في بلدك) !! ،
لان الاصلاح في العراق وهّم ولا وجود له ، وحتى وان كان موجود فهو اوهن من بيت العنكبوت لان درجات الفساد التي تغللت داخل اروقة السياسة تحتاج الى إعادة نظر لكُل من يدعي الاصلاح .. ؟
فتجد من يدعي الاصلاح مترف ترف قُريش قبل الدعوة الاسلامية ، فهم لا يدخلون نفس المُستشفيات التي ندخُلها او المدارس ولا يقفون بطوابير الانتظار سواء بالازدحامات او طوابير المعاملات او طوابير استلام مادتي النفط والغاز ولا يستلمون مفردات البطاقة التومينية التي لا يعرفونها حتى ممن تتكون ولا يُعانون من أزمة الكهرباء او ملوحة المياه ولا يكترثون لارتفاع اسعار الخضروات ، لانهم أصلاً لا يعرفون اسعارها ولا يهمون بكيفية سداد مبلغ (٣٠٠) الف عن قيمة الإيجار لمنزل صغير من مُرتب يبلغ (٢٥٠) الف !! 
فأذا واجهت احد دُعاة الاصلاح في العراق العظيم 
( اقرأه السلام نيابةً عني وابلغهُ " كم سعر كيلو الطماطة في هذا البلد او اَي نوع آخر من الخضروات وفق ما يرتأيهِ السائل " وبعدها سنقرأ على روحك الفاتحة لانك اكيد ستُقتل بتهمة الاستهزاء لشخصية المُصلح السياسي مع مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة كما كان يفعلهُ النظام البائد .
فالمُصلح السياسي تنطبق عليه عدة آيات قُرأنية ومنها 
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ) او ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) فهم يقولون الخير ويحثون عليه ولا يفعلوه ، وربما يمتدحون به لا ينفذوه ، وحتى ينهون عن الشر و ينزهون أنفسهم عنه وهم متلوثون به ومتصفون به ، فهل تليق بمن يحمل صفة الاصلاح هذه الحالة الذميمة ؟ ولهذا ينبغي للآمر بالخير والداعي للإصلاح أن يكون أول الناس إليه مبادراً ، وللناهي عن الفساد أن يكون أبعد الناس منه ، حتى قال العلماء " ولا يشترط في الآمر والناهي(للإصلاح) أن يكون كامل الحال ، مُمتثلاً ما يأمُرُ بهِ ، مُجتنباً ما ينهى عنه ، بل عليه الامر وإن كان مخلاً بما يأمُرُ بهِ ، والنهي وإن كان مُتلبساً بما ينهى عنهُ .
فإنهُ يجب عليه شيئان : أن يأمر نفسهُ وينهاها ، ويأمُر غيرهُ وينهاهُ ، فإِذا اخل بأحدهما ، كيف يُباح لهُ الإخلال  بالآخر ؟ " 
وكذلك فالـــ(يراجعوا) قول الامام علي (عليه السلام) 
" لا تكُن : ممن ينهى ولا ينتهي ، ويأمُرُ : بما لا يأتي ،
يصفُ : العبرة ولا يعتبرُ ، فهو : على الناس طاعنٌ 
ولنفسهِ مُداهنٌ " .

فالـــ(الاصلاح) بالعراق مثل دهين ابو علي الشهيرة !
اما تكون اسم تجاري شائع او اسم وهمي لا وجود له ،
لكن هذهِ الحلاوة الدهينية قد تتغير وفقاً لصاحب المال فقد تكون بالدهن الحر وقد تكون بالفستق الحلبي وقد تكون بالجوز ... إلخ ، حتى الاصلاح قد يأتي بملبس مختلف يتم فصالهُ وفقاً لما يبتغيه السياسي المُصلح .

هذهِ هي ضريبة حلاوة الاصلاح المزيف في العراق التي لا تحمل الاسم التجاري .

إرسال تعليق

0 تعليقات