وزير الإتصالات هدف معلن

وزير الإتصالات هدف معلن



هادي جلو مرعي
أحدهم قال لي: إن محاربة الفساد أولى من تطبيق قانون المساءلة والعدالة على الأقل في الأشخاص الملتزمين بدورهم الواعي في بناء مؤسسات الدولة. فبعض القوانين التي تشرع للحد من وجود حزب البعث والإرتباط بالنظام السابق قد تتحول الى قنبلة تتشظى فتصيب من يستحق المساءلة ومن يستحق التكريم في ظروف إستثنائية قد لاتطبق القوانين فيها بعدالة، أو يتم إستخدام القانون والسلطة بطريقة تعسفية كما هو الحال في العراق بلد التغيرات الكبرى والتحولات والمشاكل والتداعيات خاصة التي نتجت عن التغيير الكبير عام 2003.
ويعبر مواطنون ومراقبون عن تذمرهم عندما يصل مستوى الإستهداف الى شخصيات تعمل بصدق وحرفية، ولديها رغبة في خدمة الوطن.وهنا يكمن سؤال مهم هو : هل نلاحق الناس لأنهم يخالفوننا في الرأي، أو يهددون مصالحنا، أم حين يهددون مصلحة الوطن؟ فكيف إذا كنا نتصرف بطريقة سيئة، ونمارس فعل الفساد والتخريب، ونؤذي الوطن، بينما بعض الذين نلاحقهم يمارسون سلوكا وطنيا، وقد تركوا الصلة بالماضي، ولايريدون العودة له، وهم كما غيرهم من العراقيين ابتلوا بوجودهم في ظل سلطة متجبرة وصمت الجميع بوصمها. وهناك سؤال آخر: أيهما أفضل للوطن..من نحسبه على الماضي، وهو رجل مخلص، وندرك إخلاصه، أم الذي جاء نتاج التغيير، بينما هو يستولي على الأملاك العامة، ويسرق وينهب ويتسلط، ولديه قوة السلطة والنفوذ والسلاح؟
هناك من يتحرك على وزير الإتصالات في حكومة عبد المهدي المتعثرة لإقالته، والدلائل تشير الى إنه لايستحق أن يهاجم بهذه الطريقة خاصة وقد مضى من الوقت القليل على توزيره، وهو بحاجة الى الدعم لا اللجم، وربما يؤشر له موقفه من مشكلة الأنترنت، وسعات الأنترنت الأخيرة حيث تصرف بما يضمن مصلحة الشعب والدولة، ومنع الفساد وحصره في نطاق ضيق.
نحن بحاجة الى تغيير في النهج المتبع حين يتحول الى سلوك غير متوازن يقدح بمصلحة الدولة ومستقبلها وديمومتها، فهي لم تنجز الكثير، وماتزال في طور التخبط والخضوع للإملاءات والمزاجيات، وتتناوشها مصالح السياسيين السكرانين بالمناصب والأموال، والمتجاهلين لعذابات الناس، ولديهم الإستعداد أن يحولوا تويتر وفيسبوك الى ميدان حرب لتسقيط الخصوم، وتنحية المسؤولين إن لم يكونوا منتمين لكتلهم، أو لم يكونوا يلاقون رضاهم، ويلبون مصالحهم، ويحققون لهم مايريدون من مكاسب.
وزير الإتصالات واحد من عشرات المسؤولين الذين تكمن في دواخلهم رغبة العمل الجاد، بينما تلاحقهم سهام التسقيط، وتطعنهم سكاكين الطامعين بالمناصب والمكاسب.

إرسال تعليق

0 تعليقات