المدارس الأهلية .. مشاريع تجارية امتصت عافية التعليم , والمواطنين ..

المدارس الأهلية .. مشاريع تجارية امتصت عافية التعليم , والمواطنين ..

 

 عز الدين المانع - كاتب عراقي

تعد المدارس الأهلية حاليا من أكثر المشاريع – التجارية – رواجا وأيسرها , سيما إذا كانت ضمن حدود العاصمة بغداد , وتحديدا في الأحياء السكنية المترفة .. وطالما تعود على أصحابها بأرباح مجزية وسخية وتتضاعف في حال تنظيم دورات التقوية خلال العطل الصيفية والرسمية .. وإن وفرة هذه الأرباح وعدم وجود تعقيدات أو عقبات أمام افتتاحها شجعت أصحاب رؤوس الأموال على التنافس في توسعتها , فهم لا يستهدفون سوى جني المزيد من الآرباح بعيدا عن الرسالة التربوية الحقيقية التي كانت ترعاها الدولة وتسعى إلى الارتقاء بها ..
ويشير بعض المعلمين والمدرسين الذين يقومون بالتدريس في هذه المدارس الأهلية إلى أن ( المستثمر ) أو صاحب المشروع يلزمهم في كثير من الأحيان بوضع ( علامات متقدمة ) لمعظم التلاميذ من أبناء العوائل المثرية بغض النظر عن مستواهم الدراسي خوفا من قيام أولياء أمورهم بسحبهم من هذه المدرسة إلى أخرى .. وأن التدهور الذي تشهده المؤسسة التعليمية الحكومية مؤخرا ناجم عن صفقات وتواطؤ تجري بين القائمين على هذه المؤسسة العليلة وبين بعض التجار ورجال الأعمال الذين بدأوا باستثمار عملية التعليم الأهلي ومساومة بعض المعنيين في وزارة التربية مما شجع على انتشار أعداد المدارس الأهلية التي باتت منسجمة مع ضوابط البنك الدولي التي تدعو إلى ( الخصخصة ) وسحب يد الدولة عن كل الخدمات المدعومة ( المجانية ) كالتعليم والصحة والزراعة والصناعة وغيرها .. ويستفيد أصحاب هذه المدارس – التجارية – من التسهيلات التي تقدمها وزارة التربية لهم بهذا الخصوص والتغاضي عن المواصفات والشروط الواجب توفرها في البناية المدرسية والملاكات .. ولا ندري كيف سيكون مستقبل التعليم في ظل هذه التوجيهات المادية ؟؟

إرسال تعليق

0 تعليقات