اتساع نطاق الجرائم ضد الأطفال في العراق ودعوات إلى تشديد العقوبات

اتساع نطاق الجرائم ضد الأطفال في العراق ودعوات إلى تشديد العقوبات




بغداد ــ ميمونة الباسل
 


  •  


























أعادت حادثة اختطاف الطل جعفر هيثم ضياء الدوري، من سكان حي القاهرة في العاصمة بغداد، واغتصابه وقتله إلى الأذهان جرائم مماثلة بدت متكررة ومتشابهة في عدد من المدن العراقية وخاصة العاصمة بغداد، أبرزها اغتصاب طفل وقتله في كركوك وقبلها قتل طفلة من قبل ثلاثة مراهقين، وتعالت الصيحات لتشديد العقوبات على الجناة ووضع حد لهذه الجرائم.

وهزت حاثة قتل الطفل مشاعر العراقيين، فيما أعلنت وزارة الداخلية العراقية، عناعتقال قاتل الطفل، بعد اغتصابه ورميه في منزل قيد الإنشاء قرب مكان سكنه.
وأوضحت وزارة الداخلية أنّ الجاني ويدعى مصطفى گمر، قام باستدراج طفل عمره خمسة أعوام إلى أحد الهياكل للأبنية المهجورة ثم قام باغتصابه وقتله ورميه في نفس الهيكل، وعن طريق مراجعة كاميرات المراقبة للمنازل المحيطة بالهيكل، تم التعرف على المتهم، وهو جار الضحية، وقد ألقي القبض عليه.
هذه الجريمة ضد الطفل جعفر لم تكن الأولى من نوعها وقد لا تكون الأخيرة، ما لم يكن هناك قانون رادع ضد منفذي جرائم القتل والاغتصاب، بحسب الدكتورة أنسام إياد، أستاذة الفلسفة والتربية والباحثة في مركز أبحاث الطفولة.
وتعزو المتحدثة لـ "العربي الجديد"، سبب انتشار العنف ضد الأطفال، إلى غياب الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الدولة، فالعراق يفتقر إلى رقابة على الإنترنت وبالتالي كل شيء مباح ويمكن مشاهدته، خصوصا الجرائم المنظمة، يضاف إلى ذلك أن العقوبة ليست رادعة في حق من تثبت إدانته في العنف ضد الأطفال؛ وأحيانا يجد الجاني محاميا يخلصه من الجريمة بدون عقوبة".

وتتابع "بعض القضايا تمسك زمامها العشائر، وبالتالي يدفع المتهم المال لعائلة الضحية ويصبح حرا من دون عقاب، إضافة إلى أن بعض العوائل تعتبر الاعتداء على الطفل وصمة عار فتعمد إلى التستر خوفا من الفضيحة، وتعدّ الحروب التي مر بها العراق وكثرة البطالة أحد الأسباب المهمة للعنف وغياب الوعي الأسري".
من جهتها تقول الناشطة وديان إبراهيم، عضو جمعية أجيال لتنمية الذكاء والإبداع، "الطفل جعفر الدوري وقع ضحية عدم ردع الجناة السابقين بشكل يمكن أن يرهب الآخرين ممن تجرأوا بالاعتداء على الأطفال أو غيرهم، لأن انتشار جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي وقتل المعتدى عليه ازدادت بما لا يقل عن 5 إلى 10 حالات خطف وقتل واغتصاب في الشهر الواحد، بعد أن كان يمر العام دون أنّ تكون هناك حالة أو حالتان قبل عام 2003".

وتتابع "هذه الأرقام غير رسمية لكنها استنتاج لما نراه ونسمعه من أخبار يومية، ربما هناك أسباب كثيرة دفعت بمرتكبي تلك الجرائم إلى القيام بمثل هذه الأفعال دون خوف أو خجل، وربما لأن ما يحيط بهم عبر القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي وانهيار القيم الأخلاقية والمجتمعية والنفسية وضعف النفوس، أوصلت بعض أفرد المجتمع إلى هذه الحالة الخطيرة، لكن هذه الأسباب ليست مبررا لارتكاب هذه الجرائم".

إرسال تعليق

0 تعليقات