وثَّق "المرصد السوري المعارض" انتهاكات الجيش التركي وفصائل "الجيش الحر" المدعومة منه، في مدينة عفرين وأريافها في ريف حلب الشمالي الغربي، منذ بدء عملية "غصن الزيتون" للسيطرة على منطقة عفرين في الـ 20 من كانون الثاني من العام الجاري.
وأشار "المرصد المعارض" الى أنَّ عمليات الاعتقال، بحق المواطنين من أبناء المنطقة الذين رفضوا الخروج من قراهم وبلداتهم ومساكنهم والنزوح الى مناطق أخرى، بدأت مع سيطرة الجيش التركي وفصائل "الجيش الحر" المدعومة منه على مدينة عفرين.
وأحصى "المرصد" اعتقال الجيش التركي وفصائل "الجيش الحر"، أكثر من 2338 مدنياً من المتبقين في عفرين، من ضمنهم 835 لا يزالون معتقلين حتى الآن.
وأكد أن عمليات الإفراج عن المعتقلين جرت بعد تحقيقات وتعذيب مورس بحقهم، مشيراً الى أنَّ معظم حالات الإفراج عن المعتقلين جرت بعد دفع فدية مالية عن كل واحد منهم، وصلت في بعض الأحيان لأكثر من 10 ملايين ليرة سورية، الأمر الذي أثار استياء الأهالي وبخاصة ممن فقدوا أبناءهم.
كما وثَّق "المرصد" مقتل نحو 373 مدنياً بينهم 55 طفلاً و36 امرأة، تحت التعذيب على أيدي الجيش التركي وفصائل "الجيش الحر"، وبالقصف الجوي والمدفعي خلال معارك السيطرة على المدينة وأريافها، وإعدامات طالت عدداً من المواطنين وبانفجار ألغام، إضافة إلى إصابة المئات أيضاً.
ولفت "المرصد" الى أنَّ 1580 مسلحاً من "الوحدات الكردية" قُتلوا منذ بدأ عملية السيطرة على عفرين، كما قُتل نحو 634 من عناصر عملية "غصن الزيتون" بينهم 83 جندياً تركياً، خلال الاشتباكات مع "الوحدات الكردية" والاستهدافات التي تعرضوا لها.
فيما نفَّذت "الوحدات الكردية" 128 عملية اغتيال طالت القوات المسيطرة على مدينة عفرين وأريافها.
ورصد "المرصد المعارض" عمليات اتجار بالمعتقلين وطلب الفدية المالية وتلفيق الاعتقالات، من قبل فصائل "الجيش الحر" المدعومة من الجيش التركي، مشيراً الى أنَّ الخسائر البشرية تصاعدت نتيجة الانتهاكات المتواصلة.
وذكر "المرصد" أنَّ القوات التركية والفصائل المدعومة منها حاربت من تبقى من سكان منطقة عفرين عبر 3 طرق رئيسية:
ـ أولها عملية توطين الخارجين من دمشق وريفها ومناطق أخرى في جنوب سوريا ووسطها، وإسكانهم في منازل مُستولى عليها، كان أهلها قد هُجِّروا سابقاً على خلفية عملية السيطرة على عفرين، حيث يتم بيع الأراضي مقابل 100 دولار لكل 400 متر، وهذا الشره في بيع العقارات دفع مسلحي الفصائل كذلك إلى عملية طرد المستوطنين واستقدام عائلاتهم إلى عفرين وتوطينهم فيها.
ـ الطريقة الثانية عبر استيلاء فصائل "الجيش الحر" على محاصيل الأهالي الزراعية والتضييق عليهم في قضية قطاف الزيتون ومنع عصره إلا بكتاب رسمي من "المجالس المحلية" التابعة للفصائل، وتسليم المحاصيل، وتعمد الفصائل لحرق محاصيل وأشجار من يرفض دفع أتاوات، حيث تتحكم فصائل "الجيش الحر" بالموارد الاقتصادية في عفرين، عبر الاستيلاء على غالبية مزارع الزيتون.
ـ الطريقة الثالثة عبر الضغط على السكان أمنياً ومعيشياً ودفعهم للنزوح إلى خارج منطقة عفرين، وسط تسهيلات تقدمها الحواجز للخارجين من عفرين، على الرغم من أن الحواجز ذاتها تستمر منذ أشهر في التضييق على أبناء منطقة عفرين ممن يرغبون بالعودة من مناطق نزوحهم في ريف حلب الشمالي إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم في عفرين.
وأضاف "المرصد" أنَّ فصائل "الجيش الحر" عمدت لفرض الأتاوات على السكان المدنيين والمتنقلين في منطقة عفرين، عبر الطرق الرئيسية والفرعية، ناهيك عن عمليات السرقة المستمرة لممتلكات المواطنين مع كل مداهمة تجري في مدينة عفرين وقراها.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم