الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
بسبب حجم الخيبة الكبيرة التي يعيشها الشعب العراقي من الكيانات السياسية الكبيرة, والتي فشلت في ادارة البلد, وافسدت مؤسسات الدولة, وضيعت المال العام, كان يجب ان يقابل فعل الشعب بشيء من الاحترام والتقدير من قبل الاحزاب, وفعل الشعب هو الالتزام بخيار الديمقراطية وصناديق الاقتراع, لكن كان دوما الحصاد ثمار فاسدة, فالأحزاب الفاسدة لا تنتج ملائكة, بل كل ما يخرج منها شياطين وابالسة! وكما قيل: " لا يخرج الحق من حنجرة الباطل", فلا يمكن ان نتأمل خيرا من احزاب كبرت على الحرام والباطل.
في هذه السطور سأطير بكم نحو العالم الاخر حيث السويد, لنلقي نظرة على عالمها السياسي, وستحصل مقارنة تلقائية, سنطرح عموميات البرامج السياسية لأحد الاحزاب السويدية, عن برنامج الحزب الاشتراكي الديمقراطي, كي يتضح حجم الفارق بين جنة احزاب السويد وجحيم احزاب العراق, وهذا بعض ما يمثله البرنامج السياسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي, ونفصله بنقاط:-
1- يعد الحزب الناخبين بمزيد من الأعمال وبمدارس أفضل, و لكنهم ينتقدون زيادة عدد المدارس الحرة التي تجني الأرباح من تقديم خدمات التعليم, ويعد الحزب بإصلاح في المنظومة التعليمية.
اولا: نلاحظ الفرق الشاسع بين احزاب العراق والسويد, فالساسة السويديون يجعلون التعليم اولوية ويهتمون بتطويره واصلاحه, بعكس ما موجود حيث هم يعملون على نشر الجهل وتحطيم المنظومة التعليمية, حتى تدحرج اسم العراق في سلم الجامعات لنخرج اخيرا من التصنيف العالمي!
ثانيا: الاحزاب في السويد تنتقد ازدياد ظاهرة المدارس الاهلية, وتحاول الحد من هذه الظاهرة, اما في العراق فالأحزاب هي من تفتح مدارس اهلية! وهي من تسهل الطرق لمن يرغب بفتح مدرسة مقابل ان يدفع لهم, وحتى الجامعات الاهلية للأحزاب نصيب كبير فيها, أي ان الاحزاب تعمل كدودة الارضة في جذع الشجرة!
2- أما في مجال العمل فيعد الحزب برصد 40 مليار كرون تستهدف من بين ما تستهدف خلق فرص عمل جديدة و أن تكون البطالة الأدنى في دول أوروبا و توفير الرفاه الاجتماعي للناس.
مبادرة اساسية للحزب السويدي في جعل محاربة البطالة قضية وهدف اساسي, وهذا غير موجود في جميع احزاب العراق, والتي عمدت على تجاهل ازمة البطالة كأنها لا تهمها, فالهدف الاساسي في برامج ساسة العراق هو كيفية قضم الموازنة وتحويلها الى جيب الحزب واصنامه! هنا يتضح حجم الفارق بين ساسة تعمل لمصلحة شعبها, وساسة هدفهم تدمير المجتمع.
3- ويعد الحزب بزيادة مقدارها 100 كرون شهريا في نقدية الأطفال. وزيادة قدرها 50 كرونا في قيمة المساعدة المدرسية التي يحصل عليها التلاميذ بعد إكمالهم الخامسة عشرة, بما يشكل دعما لمداخيل الأسر ذات الأطفال, خاصة ذات الدخل المتدني .
في السويد هنالك رواتب شهرية للأطفال لحماية الطفل وتوفير ما يحتاجه, ودعم لكي يكمل طلاب المدارس دراستهم, وهو عون كبير للعائلة, وهنا يتضح كيف تكون الحكومات بصفة الرحمة, وليس النقمة كما نجده في بلدنا, فأحزابنا مع كل ازمة مالية تسرع الى افعال مشينة: اما استقطاع الرواتب, او رفع سعر الدولار, او رفع حجم الضرائب, ففكرتهم الاساسية هي: "ليذهب المجتمع الى الجحيم" فالاهم عند ساستنا ان تستمر مكاسبهم المالية!
4- يعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي بآلاف المنازل الجديدة, حيث وعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي بتأمين 250 ألف وحدة سكنية خلال السنة الاولى.
يفهم الساسة السويديون اهمية ايجاد السكن الملائم, فكرامة المواطن السويدي شيء مقدس عندهم, لذلك كل الطبقة السياسية السويدية تهتم كثيرا في توفير السكن لشعبهم, ومن خلال السكن يمكن للمواطن ان يبدع وينطلق ويخدم البلد, اما في جحيم العراق فالساسة اهملوا عن قصد ازمة السكن حتى انفجرت, ثم يحاولون التكسب منها, عبر افتتاح مشاريع سكنية لكن بأرقام فلكية, فلا ينال السكن الا الاغنياء واللصوص والمزورين وابناء الاحزاب, ولهم عن هذه الاعمال نسبهم وحصصهم, مع ان المشروع يقال للشعب, لكنهم سخروه لخدمة اهدافهم القذرة, أي انهم ابشع من ابليس اللعين في مكرهم وخداعهم ونفاقهم.
دعوة للساسة للتعلم من التجربة السياسية السويدية, كيف يكون السياسي وطنيا بالفعل والعمل, وليس بالكلام والشعارات.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم