د. أحمد العامري
ان كل مايقال و يطرح حول انسحاب الامريكان من افغانستان ياتي من باب التحليل والتصور والاعتقاد والتكهنات ليس إلا ، وقد تكشف الايام الهدف الحقيقي لذلك الانسحاب الغير مشروط!؟ ولكن المتابع للسياسات الامريكيه في المنطقه سيخرج بمحصلة ان امريكا و على مر التأريخ ترجح مصالحها الشخصية وتجعلها فوق جميع الاعتبارات مهما بلغت الفواتير تكلفة، اضف الى ذلك ان القاموس الامريكي لا يوجد فيه صديق او عدو فالشواهد كثيرة على ذلك، وهناك حوادث عديدة يخطئ فيها الامريكان الحسابات، فكثيرا مارتكبوا اخطاءً فادحة وحسب ماصرحوا به انفسهم لاسيما انسحابهم من العراق فحالة الغباء السياسي موجودة في القرار الامريكي؟ وافغانستان اليوم تشهد حالة قلق على مستوى المواطن وهي مرشحة لحرب أهلية بكل تأكيد، وستكون مرعبة ومدمرة ومسألة انهيار الجيش الافغاني الحالي واردة جدا و سوف لن ياخذ وقتا كثيرا بعد اتمام الانسحاب الأمريكي!؟ لاسيما وأن حركة طالبان تقول انها واثقة من تحقيق النصر الساحق على الجيش وانها ستدخل كابل بعد ايام قليله؟ وانا اعتقد انه مع انسحاب الامريكان ستخرج افغانستان من مرحلة الديمقراطية والاستقرار النسبي التي كانت تعيشه و تعود الى مرحلة القاعدة وحالة القتل والاضطهاد تحت مسمى الشريعة وسيدخل الشعب الافغاني حالة رعب وخوف غير مسبوقين لاسيما المرأة التي ستدفع فواتير باهظة الثمن؟ وكيفما كانت حسابات امريكا في افغانستان فهي أعطت صورة ودرسا لجميع حلفائها انها غير مأمونة الجانب في اطروحاتها في الدفاع عن حقوق الإنسان واحلال الديمقراطيه ومكافحة الإرهاب؟ ولربما ستدفع هي فواتير الغباء السياسي و مهما اختلفت التوقعات و تنوع التحليل الا ان هناك حقيقة واحده ستظل شاخصة على ارض الواقع وهى ان قادم الايام سوف لن يكون على مايرام و ستدخل المنطقة مرحلة جديدة من الاستنزاف والاحلاف والصراعات وهذا نتاج الثقة بالامريكان؟ فرحم الله ضياء الحق رئيس وزراء باكستان الاسبق حيث قال ان من يتعامل مع امريكا كالذي يتعامل مع الفحم الاسود لا يجي منه غير سواد الوجه.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم