نبيل ابو العلا
هل تغزو حركة طالبان الشرق الاوسط وربما العالم بعد ان عجزت اقوى دولة في العالم من مواجهتها وهروبها بشكل سريع ومهين من افغانستان،ورجح محللون ان طالبان ستواصل مساعيها لاقامة الدولة الاسلامية على منهاج النبوة رغم رفض غالبية الدول الاسلامية لهذا الحكم الذي سينهي تفشي العلمانية وهيمنة الدول العظمى والتي تسميها طالبان "بالكافرة"وتشير مصادر ان الحركة تسعى لاقامة الدولة الاسلامية الكبرى التي ستكون النواة لمواجهة الغرب واقامة حكم الله في الارض.
من جانبها حذرت صحيفة ذا صن البريطانية ، من أن حركة طالبان تخطط لشن هجوم واسع لفرض سيطرتها على مناطق أكثر في أفغانستان، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أنفقت تريليون دولار من دون أن تحقق شيئاً في هذا البلد الآسيوي.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة "أهدرت ما يقرب من تريليون دولار في معركة غير مجدية" استمرت 20 عاما في محاولة لدرء خطر حركة طالبان، التي تمكنت من السيطرة على ثلث أفغانستان عبر هجوم خاطف.
وأشارت إلى أن عناصر طالبان يتقدمون في الوقت الراهن في المناطق الريفية، بعيدا عن المدن الكبرى مثل هرات وكابول، لكن تقريرا استخباريا أمريكيا حديث حذر من أنهم قد يستولون على العاصمة كابول في غضون ستة أشهر.
ووفقا للصحيفة "تسيطر الحركة الإرهابية في الوقت الراهن على ما يقرب من ضعف مساحة أفغانستان التي كانوا يسيطرون عليها قبل شهرين، ما يثير مخاوف من أنهم يخططون لشن هجوم متفجر هذا الصيف".
واستولت حركة طالبان منذ مايو/ أيار الماضي، على 69 من أصل 407 مناطق أفغانية، بما في ذلك بعض المناطق التي كانت تعتبر معاقل للحكومة. كما تسيطر في الوقت الراهن على 142 منطقة، وتسعى جاهدة للسيطرة على 170 منطقة في البلاد.
ونقلت الصحيفة تصريحات قيادي بحركة طالبان في ولاية غزنة لشبكة إن بي سي نيوز الأمريكية، قوله إنهم "فوجئوا بسرعة نجاحاتهم، وأنهم تجنبوا الاستيلاء على بعض المناطق لعدم إغضاب القوات الأمريكية بالالتزام بتعهدات اتفاقية 2020 الموقعة في قطر العام الماضي".
وتهدد سلسلة انتصاراتهم بانتكاسة جهود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على مدى عقدين من الزمن وإهدار التكلفة الباهظة لخوض "الحرب الطويلة".
وبحسب الصحيفة، كشف أحدث تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية عام 2020 ، إنفاق نحو 815.7 مليار دولار على العمليات العسكرية لدحر طالبان والتنظيمات "الإرهابية".
وكشف الكونغرس الأمريكي أن حوالي 19 مليار دولار فقدت جراء السرقة والاحتيال وسوء المعاملة بين مايو/ أيار 2009 و31 ديسمبر/ كانون الأول 2019.
ناهيك عن الخسائر البشرية حيث قُتل نحو 66 إلى 69 ألف جندي أفغاني، فيما ذكر مراقبو الأمم المتحدة أن 72 صحفياً و444 من عمال الإغاثة لقوا حتفهم.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة فقد لقي ما يقرب من 11 ألف مدني مصرعهم أو أصيبوا منذ البدء في تسجيل الضحايا عام 2009.
وأُجبر ما يقرب من 2.7 مليون أفغاني على الفرار من الصراع ، بينما نزح الآن 4 ملايين آخرين داخل البلاد.
وأنهكت 20 عامًا من القتال القوات الأفغانية، حيث شكا الجنود من قلة الأعداد، وتفوق طالبان في التسلح، وانخفاض الأجور، وفق الصحيفة.
وتضيف الصحيفة "استغل عناصر طالبان الإرهاق الذي لحق بخصومهم، حيث رأوا بعض الوحدات الحكومية تستسلم ويقال إنهم يتفاوضون على اتفاقات معهم بدلاً من المخاطرة بإراقة المزيد من الدماء".
لكن الحكومة الأفغانية أطلقت هذا الأسبوع "التعبئة الوطنية"، حيث جهزت المتطوعين المحليين للانضمام إلى القتال.
وقال بيل روجيو، رئيس تحرير مجلة لونج وور التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن "دعوة الحكومة للميليشيات لحمل السلاح هو اعتراف واضح بفشل قوات الأمن".
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم