بغداد - خاص
دعا سفراء تحاور لتغيير الصورة النمطية عن البصرة بوصفها
مدينة الثروة النفطية مؤكدين إنها تضم عناصر ثقافية وتراثية وآثارية عميقة ومتنوعة.
وإنه لا بد أن يتحمل جيل الشباب مسؤولية تغيير الثقافة السائدة التي تقوم على الريع
النفطي الى ثقافة تحتضن التنوع والغني الثقافي وتستثمره في توفير عناصر دخل قومي بديلة
ومتعددة.
وكان سفراء تحاور في البصرة قد نظموا جلسة نقاشية في قصر
الثقافة في البصرة بمشاركة موظفي الدائرة
المعنية التابعة لوزارة الثقافة. تم التباحث
فيها عن حدود خريطة البيوت التراثية في المدينة وأعدادها وتواريخها، واقترح السفراء
البدء بجهد توثيقي لرصد حالاتها العمرانية والدعوة لإعادة تأهيلها وترميمها بمساعدة
الحكومة العراقية والمنظمات الدولية ذات الاختصاص. كما أقترحوا البدء بمبادرة وطنية
لتفعيل قانون حماية الآثار والتراث، ودعوا الى تدخل الدولة من خلال اخلاء ساكني هذه
البيوت من المتطفلين وإعادة ترميمها وتأهيلها، وأقترحوا توزيعها على المؤسسات الثقافية
المدنية المعروفة في البصرة من أجل ضمان أدامتها وتحويلها الى منصات فاعلة للثقافة
البصرية بشكل خاص والثقافة العراقية بشكل عام.
على صعيد ذي صلة قام السفراء بجولة شملت الكيلومتر الذي يعاد
تأهيله من شارع العشار بإشراف اليونسكو بدعم
من الاتحاد الاوربي، ووثقوا المنطقة صوريا من أجل الوقوف على أوضاعها الراهنة والتفكير
بأفضل السبل من أجل جعل المنطقة مقصدا سياحيا عالميا. ثم زار السفراء جمعية الفنانين
التشكيلين والتقوا برئيس الجمعية الفنان حامد
سعيد، وجرى التباحث مع السفراء حول أهمية الفن التشكيلي ورواده في البصرة مثل الفنان
اسماعيل الترك مصمم نصب الشهيد ومحمد مهر الدين وصلاح جياد وفيصل لعيبي وغيرهم. وناقش السفراء أهمية فكرة
عقد ورشة للفنانيين التشكيليين في البصرة يجري تنظيم نتاجها من لوحات في معرض دائم
جوال يضع الفن التشكيلي في صميم تحديات وهموم المرحلة. وكانت الجولة الأخيرة للسفراء
في مفتشية الآثار والتراث في البصرة حيث أكمل السفراء النقاش حول اهمية تفعيل قانون
حماية الآثار والتراث، وأقترحوا بعض الآليات التي يستطيعون من خلالها الحفاظ على
تراث وآثار البصرة وطرح أهمية الاقتصاد القائم على السياحة والآثار كبديل لاقتصاد
الريع النفطي، والتفكير بمصادر دخل جديدة تساعد في توفير فرص عمل لشباب البصرة العاطلين
عن العمل. كما زار الشباب في ختام الجولة متحف المقتنيات الذي انشأه الثري البصري
الحاج صادق الحسون، وناقشوا مجموعة من المقترحات لتحويله الى متحف مفتوح لعموم جمهور
البصرة .
من الجدير بالذكر إن مشروع تحاور يضم اربعة الاف سفير من
الشباب في محافظات عراقية مختلفة، ويقوم المشروع على مجموعة من المفاهيم في مقدمتها
الحفاظ على الأرث الحضاري، يقوم بتنفيذ المشروع
المجلس الثقافي البريطاني بدعم من الاتحاد الاوربي، ومن خلال خبرة استشارية
لإكاديميين وخبراء عراقيين في مختلف المجالات.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم