حسن حنظل النصار
ان مشكلة العراقي تتلخص في انظمته السياسية المتعاقبة ولا في الأعراف العشائرية او في موروثه الثقافي الأجتماعي و لا في عاداته الدينية او في مذاهبه وطوائفه ، ولا حتى في مايسمى بالمؤامرات الدولية ضد العراق ..
مشكلة العراقي انه يقدس العنف ، ويعتبر العنف هو عنوان الشجاعة والرجولة والبطولة والأنتصار حتى اصبح العنف جزء من الشخصية العراقية وان كان يتظاهر في الهدوء و الطيبة ..
حياة العراقي كلها عنفا ، ويتحول خلال ثواني و لحظات من انسان هاديء الى أسد يزأر و يزمجر و ان كان على سفرة الطعام وهو يتناول غدائه ، فلايتوانى ان يرمي اللقمة من فمه ، ليتفرغ الى معركة حامية يخوضها في كل ما لديه من أسلحة العنف ..
وهذا ما نراه ونشاهده كل مساء على شاشات القنوات الفضائية حيث ينزع المتحاورون رداء الكياسة والهدوء ، ليتفرغوا الى الصراع في الحلبة بالألسن والتهديد او حتى في ضرب القنادر احيانا ..
العنف هو آفة العقل العراقي الطيب الذي لابد من أزالته من خلال عملية جراحية تجميلية مثلما تزال الزائدة الدودية التي تقض مضجع المصاب بها و تفسد صحته وحياته ..
يقول الرادود باسم الكربلائي في وصف شجاعة العباس (ع) ..
( كسر كاروكه من كامت تناغيه ) ..وهذه صورة مشوهة لشخصية العباس (ع) حيث ربط العنف مع الشجاعة ، ليداعب بها مشاعر العراقيين البسطاء ..
اي طفل رضيع يكسر الكاروك من المؤكد غير طبيعي يجب معالجته من الناحية النفسية و الصحية ، فهذه ليست شجاعة بكل المقاييس ..
العنف الذي لازم العراقيين ، فأخترق انظمتهم السياسية وعاداتهم الأجتماعية والدينية حتى ابتكروا ان العنف وضرب الرؤوس هما الطريق الى الجنة ..!!
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم