هادي جلو مرعي
مع الإضطراب الحاصل في السياسة والمجتمع، وتردي الإقتصاد والفساد، وشيوع ظواهر ثقافية شاذة، وغير مسبوقة، وتنمر الناس على بعضهم، وسعيهم للحصول على المال والجاه والمناصب والسيادة، وتحقيق منجزات مشروعة، وغير مشروعة، وغياب القانون، وتحول الدولة الى إقطاعيات سياسية حزبية ودينية وعشائرية، وتقوي فئات على فئات بفعل الإرهاب الديني، والفكري، وإمتلاك السلاح، والشعور المفرط بالقوة، والتفرد، والفهم، وإدعاء إن الحق مع طرف دون غيره، ووفود عادات وسلوكيات، وثقافات أجنبية بفعل الأنترنت، والقنوات الفضائية، ومواقع التواصل الإجتماعي، والحصول على الأموال والمناصب بطريقة فوضوية حتى صار الحمار أسدا، والأسد بعيرا، والثعلب نمرا، والكلب ذئبا، وتنمر الجميع على الجميع، والجميع ينتقد الجميع، وصار مالوفا أن ينتقد الزاني الزنا، وشارب الخمر الخمر، والسارق السرقة، والفاسد الفساد، والعاهرة تحكي عن الشرف، والمنافق يصلي ويصوم، وهناك من لايحترم تعاليم الرب، ولايقيم فروضه الواجبة، ويدعي إنه يتصرف أفضل من المتدينين، ولكنه نسي إنه لم يحترم رغبة الرب.
جمهورية الخوف ليس من حاكم بعينه، وليس من دين وفكرة بعينها، وإحد بعينه، الخوف صار من الجميع، الضعيف يخاف القوي، والقوي يخاف الأقوى منه، وإذا كنا نطمئن لرجل دين في السابق، صرنا نخاف من بعض رجال الدين لأنهم لاينتقدون، ولايسألون عما يفعلون، وإذا كنا نأمل في التغيير لتحكمنا جماعة دينية، فقد صرنا اليوم نراقب صراع عديد الجماعات، وكلها تدعي إن الله معها وناصرها، بينما المثقف الذي كنا نريد له أن يقود حركة الحياة فقد صار يبحث عن المال والترفع والأنفة، ثم العزلة عن الناس، والنقد غير الواضح، وأنقسم المجتمع على نفسه، وتسبب الإضطراب الفكري والسياسي والديني بحركة نزوح نحو الإلحاد، وعبادة الشيطان، والجرأة في التمرد على كل القيم المحترمة، ورفض تطبيق القانون، وعدم إحترام التقاليد، ومن تظنه يطالب بحقك، صار يخيفك.
جمهورية الخوف والفشل والضياع هي جمهوريتنا التي نحتاجها بلاخوف ولافشل ولاضياع ولامجموعات من المختلين والجشعين والسراق واللصوص والمثقفين الناقمين على المجتمع دون أن يفهموه. مجتمع تسده الطمانينة وتحكمه العدالة ويكون الافراد فيه متساوون في الحقوق والواجبات ولايعلو أحد على أحد.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم