محمود الحسيني
في ظل التظاهرات التي عمت مناطق واسعة من العراق، يكون المشهد امام صورتين لا ثالث لهما :
الأولى : كيف يمكن للكتل السياسية بكل احزابها ان تحافظ على وجودها وتتخلص من الضغط الذي سببه المتظاهرون ؟
الثانية : متظاهرون سقوف مطالبهم عالية جدا، وبصراحة لا يعرفون بماذا يطالبون.
لكن يجب الالتفات الى نقطة في غاية الأهمية، وهي : ان الكتل السياسية استطاعت ان تجر المتظاهرين الى ساحتها، وجعلتهم ينشغلون بالقضايا التي تهمهم، مثل اختيار مرشح لرئاسة الوزراء، واختيار مفوضية انتخابات، وإصلاح النظام السياسي.
اما بالنسبة لمرشح رئاسة الوزراء، فانه من المستغرب ان يتشبث المتظاهرون بهذا الامر ويصرون على اختيار مرشح معين، لان المرشح سيكون مؤقتا وعمله يقتصر بان يكون مقدمة لاجراء الإصلاحات، منها اختيار مفوضية انتخابات وإصلاح النظام السياسي، وفقآليات دستورية لابد منها .. وهذا يجب ان يفهمه المتظاهرون.
للأسف الشديد، (وكما يبدو لي شخصيا)، انه، رغم اخلاص المتظاهرين السلميين الذين يريدون ان يصنعوا مستقبلا للعراق خاليا من الفساد والظلم، الا انهم يفتقدون الى العقليات القادرة على التخطيط للحصول على افضل النتائج بوقت قصير ... كيف ؟
نعم .. المسائل المتعلقة بالدستور وشكل الحكم والعملية السياسية برمتها وإصلاح النظام الانتخابي، كلها مسائل في غاية الأهمية، لكنها ليست الأهم في الوقت الحالي، وبكل صراحة هي ليست من مسؤوليات المتظاهرين ان يشرعوا تشريعات بهذا الخصوص، فهي مرتبطة بمسائل دستورية لا يمكن تجاوزها.
كان على المتظاهرين ان يركزوا على مسألة مهمة قبل الانشغال بهذه الأمور، وهي : انتزاع الحقوق الطبيعية، والتركيز على صنع مستقبل لاجيالهم واجيالنا، بان تتركز المطالب على حقوق معينة تضمن العيش الكريم للبلد وتخلص ابناءه من البطالة والعوز والجوع والقهر، وهذا الامر لا يأتي الا من خلال العمل على تأمينه من خلال المطالبة براتب شهري لكل مواطن عراقي منذ الولادة، تحت عنوان : حق المواطن بخيرات بلاده وحصوله على حصة من النفط.
وعندما يتحقق هذا الامر، فان المسائل الأخرى ستكون سهلة التحقيق من خلال استمرار الضغط على الكتل السياسية بتحديد شكل النظام السياسي المقبل، وبخلافه فانه لا يعقل ان تبقى التظاهرات بدون وجود أي حتى قناة للتفاوض مع الكتل السياسية.
اقتراحات :
1- يرشح المتظاهرون شخصيات خبيرة باختصاصاتها ، كأن تكون إعلامية، قانونية، اقتصادية وووو الخ، لها القدرة والحكمة والمعرفة ليكونوا ممثلين عنهم.
2- الإعلان عن فتح باب التفاوض مع القائمين من العملية السياسية .
3- تقديم شرط للقائمين على العملية السياسية بحصول كل مواطن على (حصة من النفط) قبل التفاوض.
4- عند ضمان هذا المطلب، يتعهد المتظاهرون بتعليق التظاهرات مع بدء المفاوضات، بشرط ان يتم اختيار ممثلين عنهم بتعديل الدستور والمشاركة في اختيار نظام سياسي جديد ووو الخ من القضايا.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم