·
علاء
التميمي
حذر الله سبحانه وتعالى من الفساد والظلم
والطغيان والاستبداد كون هذه الجرائم تعد من اقسى الامور التي يتعرض الانسان على
مر العصور، ورغم كل التحذيرات الالهية بهذا الشان فان الانسان مستمر بعنجهيته
ووقوفه بوجه كل ماهو خير له وللاخرين، هذا يعود الى تركيبته التي فيها الخير والشر
في ان واحد، في خضم تفاقم الاوضاع الانسانية في ارجاء المعمورة فان الاتهامات توجه
دائما الى الحكومات لوقوفها وراء تلك الماسي التي تطال البشرية،لاسيما في عالمنا
العربي المثقل بازمات سياسية واقتصادية عنيفة، لو تمعنا في الامر ودققنا في دهاليز
هذه الاتهامات نجدها غير صائبة، فالشعوب التي تزعم ان ولاة امرها فسدة ومارقين
فانها تضع نفسها في دائرة الشك والريبة، لان الله سبحانه وتعالى لايسلط ولاة قساة
على أي امه اذا كانت تلتزم باحكامه وقرانه الكريم، لهذا يضع على رقابهم الحكام
الظلمة والعتاد الذين لايرحمونهم اذا ارتضوا لانفسهم الابتعاد عن الاحكام الشريعة
والقيم الاخلاقية والانسانية والامتثال الى اوامره ، خير مثال على ذلك ما نراه
الان في مجتمعنا العراقي الذي نخره الفساد والظلم والغش والخداع وشح الاخلاق بصورة
مرعبة ، وابتعاده عن الدين بكل معنى الكلمة .أي ان الاسلام بات مجرد اسم ندعيه،
وتعاملاتنا اليومة لاتدل على ذلك ، حيث يمكن كشف هذه الحقيقة بطريقة بسيطة جدا، فاذهب
لاي بقال او بائع اجهزة منزلية في أي محافظة واشتري منه بضاعة وماتريده سيحلف لك باغلظ
الايمان انه لن يغشك وان بضاعته ممتازة ، حين تذهب للبيت لاستخدامها تجده انه قد
غشك وخدعك بكل جدارة ،هذا الامر ينسحب على باقي المهن الاخرى المهة وغير المهمة ، أي
ان الخداع والغش اصبح شطارة وظاهرة مستفحلة كالنار في الهشيم وكسبا للرزق بشكل يومي ،فيما حث الاسلام على مجاهدة النفس
للحيلولة دون الوقوع في هذه المعاصي الى تعد من كبائر الذنوب ، وقد حدث ان النبي
شعيب قد دعا قومه الى الابتعاد عن الغش في الميزان، لكنهم ابوا وتمسكوا بعملهم المشين هذا الى الى غضب الله عليهم وقلب مدينتهم عاليها سافلها كما
جاء في القران الكريم،نحن نخشى ان نكون اعتى واشر من قوم شعيب في الغش ،بالتالي
يحق علينا غضب الجبار المهيمن علينا في الدنيا قبل الاخرة من خلال تسليطه حكام
طواغيت ظلمة سفكة للدماء على امورنا ومصيرنا؟.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم