فراس الغضبان الحمداني
تفرض تجربة الصراع الأخيرة في العراق ، والإحتجاجات الجماهيرية ضرورة الركون إلى قرار الجماهير وإحترام الحراك الشعبي المطالب بالتغيير والإصلاح ومحاربة الفساد ولا يمكن بحسب رأيه التجاوز على قرار الجماهير والمضي معهم إلى حيث النهاية الطبيعية لمثل هذا التصور المبني على أساس فهمنا للشعب وللروح المتوثبة فيه لإنجاز فعل التغيير الحقيقي الذي يلبي حاجات المجتمع وتطلعاته .
أن يتم إختيار مرشح من رحم المعاناة الشعبية فهذا أمر مهم لأنه يرضي الجماهير ويتيح الفرصة للتفاهم والفهم وأن يتخذ هذا المرشح مواقف وقرارات فاعلة وحقيقية لخدمة المجموع ومتطلبات حياة المواطنين الكريمة التي تستدعي الحفاظ على علاقة متوازنة وثقة بين الشعب ومنظومة الحكم التي تقع عليها مسؤولية جسيمة في توفير متطلبات الشعب .
منظومة الحكم التقليدية ملزمة بالتوافق حول المرشح المستقل وعدم التعرض له ووضع العراقيل بطريقه بأية حال من الأحوال لأنه جاء وفقا لمعادلة القوة بين طرفين ، قوة التظاهرات الواعية بمتطلبات المرحلة وقوة الحالة السياسية التي تمثل الواقع على الأرض الذي لا يمكن تجاهله مطلقا بل التعاطي معه ببراغماتية عالية ونوعية أيضا .
نحن في الساعات الأخيرة قبل نهاية مدة الإستحقاق الدستوري لإختيار رئيس وزراء مستقل .. فأن الساعات تلك تمثل فاصلا مهما ونوعيا بين مرحلة الشد والجذب ومرحلة الحسم التي لا تتيح الفرصة للتعطيل فالعراق لم يعد ساحة للتسويف بل هو ساحة للقرارات المصيرية الفعلية التي تتطلب تضحية وشجاعة وتنازلات . Firashamdani57@yahoo.com
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم