بغداد - المركز الخبري المستقل
رغم تمسك المتظاهرين العراقيين بمبدأ سلمية التظاهرات، يبدو أن بعضا منهم قد خرج عن هذه القاعدة، بعد وصول قمع الشرطة لمستوى غير مسبوق أدى إلى مقتل عشرات المتظاهرين في أنحاء البلاد.
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر انقضاض مجموعة من الشبان على رجل أمن عراقي، وسط تضارب الأنباء بشأن موقع الحادثة.
وفي حين قال نشطاء إن الفيديو التقط في مدينة كربلاء، أكدت مصادر أمنية تواصل معها موقع الحرة الحادثة، إلا أنها أشارت إلى تعذر تحديد مكات وتوقيتها.
كما نقل ناشط عن مدير إعلام قيادة عمليات الفرات الأوسط قوله إن الحادثة لم تقع في كربلاء، مشيرا إلى وجود تضارب بشأن الموقع، فبعض المعلومات تتشير إلى وقوعها في الناصرية بينما يقول آخرون إنها في بغداد.
وأظهر الفيديو، الذي تداوله عراقيون عبر مجموعات في واتساب وفايبر، اعتداء بعض المحتجين على جثة جندي عراقي، بينما يحاول آخرون ثنيهم عن ضربه. ويقول أحدهم “هذا أخونا”.
قتل شرطي في كربلاء بطريقة وحشية واحدهم يصرخ بهم لا هذا عراقي .الدولة التي لا تحمي منتسبيها لا تستحق ان تحترم pic.twitter.com/VfjfTpJkrM
لكن على الناحية الأخرى، أظهر متظاهرون عراقيون في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، وعيا وسلمية عالية بعدما حموا مصابا من قوات الأمن، وإيصاله إلى زملائه في وحدته القريبة من ساحة الاعتصام.
وأفاد نشطاء بأن القوات الأمنية عززت من وجودها قرب جسر الزيتون الذي يغلقه المتظاهرون في محافظة ذي قار، متخوفين من إقدام السلطات إلى فتحه بالقوة، داعين المؤيدين للتظاهرات النزول لمنع تقدم القوات.
ويأتي هذا المشهد رغم استمرار عنف قوات الأمن الذي طال الشباب والشابات في المظاهرات على حد سواء، إذ أظهر مقطع آخر إصابة طالبة تدعى رقية على يد قوات الأمن في كربلاء، بحسب ناشطين.
وقال مغردون إن رقية تعرضت للضرب بالهراوات والعصى الكهربائية على يد فرقة “سوات” تابعة لقوات الأمن، في تقاطع جسر الضريبة أمام مدرسة كربلاء الإعدادية.
#عاجل#الانكربلاء المقدسة قبل قليل الإعتداء بالضرب والهروات والعصي الكهربائية على الطالبة “رقية” من قبل القوات الأمنية فوج سوات في تقاطع جسر الضريبة أمام إعدادية كربلاءايعقل هذا تتجاوزون على طلبة لاحول لهم ولا قوة سوى انهم يرفعون راية بلادهم #عجيب كيف يكون العبد المطيع
وكانت مصادر طبية عراقية قد أعلنت مقتل متظاهر على أثر إصابته بطلق مطاطي بالقرب جسر الأحرار في وسط بغداد.
وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس إن “المتظاهر توفي في المستشفى إثر إصابته بطلق مطاطي في الرأس”، موضحا أن “المسعفين نقلوا 18 متظاهرا آخرين أصيبوا بالغاز والرصاص المطاط عند جسر الأحرار”.
وتطلق قوات الأمن النار في بعض الأحيان بالذخيرة الحية وقنابل الغاز. ويرد المحتجون الذين يرتدون خوذا ويغطون وجوههم بشالات رقيقة برمي قناني المولوتوف والحجارة.
وتحصل أعمال عنف شبه يومية خلال التظاهرات المناهضة للحكومة خلال الليل خصوصا، عندما تحاول شرطة مكافحة الشغب تفريق التظاهرات في ساحات الاحتجاج.
في الحلة جنوب بغداد، يتجمع المتظاهرون في الشوارع المقابلة لمبنى مجلس المحافظة بشكل يومي في اعتصام سلمي إلى حد كبير بينما تستمر المدارس في إغلاق أبوابها.
وذكر مراسل لفرانس برس أن الوضع تحول الى مشهد عنيف مساء أمس عندما حاولت قوات الأمن للمرة الأولى تفريق الاعتصام، فأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين. وأصيب حوالى 60 شخصًا بجروح في المكان، وفقًا لمصدر طبي.
في الديوانية جنوبا، تمكن المتظاهرون من إغلاق معظم الدوائر الحكومية والمدارس العامة خلال الشهر الماضي ولكن نادراً ما اشتبكوا مع قوات الأمن.
لكن المتظاهرين حاولوا ليل أمس إغلاق الجسور الرئيسية وواحدة من محطات الطاقة الثلاث في المحافظة.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس إنهم أحرقوا إطارات على طول الطرق السريعة المؤدية إلى مدينة النجف المقدسة من الغرب، والسماوة إلى الجنوب، وفشلت شرطة مكافحة الشغب في إقناعهم في إنهاء اعتصامهم.
في كربلاء، المدينة المقدسة الثانية في العراق، ألقى المتظاهرون وقوات الأمن قنابل مولوتوف على بعضهم البعض.
وأصبحت المناوشات الليلية روتينية في المدينة، لكنها استمرت حتى فجر الثلاثاء وتواصلت حتى ظهر اليوم.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم