قراء سريعة للتقرير البائس الخاص بلجنة التحقيق الحكومية

(( نقعوه واشربوا ميه ))

معن محمد الحسن

كان الشعب على احر من الجمر بانتظار صدور تقرير اللجنة التحقيقية بشان احداث تظاهرات الاول من اكتوبر الجاري ليكشف او يحدد مدى مصداقية الحكومة وشفافيتها اتجاه الشعب بصورة عامة ومطالب المتظاهرين والكشف عن من شارك في مجزرة اكتوبر التي راح ضحيتها 159 شهيدا بحسب التقرير واكثر من ستة الاف جريح في بغداد والمحافظات المنتفضة وللاسف كان مخيبا جدا ..

ان قراءة سريعة للتقرير الذي اعدته لجنة من مختلف الجهات التنفيذية برئاسة وزير التخطيط لاحظنا بان التقرير لم يكن بمستوى الحدث ولم ينصف اولياء الضحايا والجرحى ولا الشباب المنتفض المطالب بحقوقه الدستورية والقانونية ..

التقرير كان سياسيا بامتياز حيث انه اكتفى برمي الكرة على نخبة من القيادات الامنية من الدرجة الثانية والادنى منها واتهام مراتب صغار في القوات الامنية والاجهزة الاخرى التابعة للامن الوطني والمخابرات متغافلا القيادات العليا المتمثلة بالقائد العام للقوات المسلحة ووزيري الداخلية والدفاع ومستشارية الامن الوطني ..

لقد كان التقرير غير منصف وترك نهايات نتائجه سائبة خاصة باستغفال قضية القناصين وعدم امكانية المحققين للوصول الى احد منهم او الجهة التي تقف ورائهم فقط اكتفى بان اللحنة عثرت على عدد قليل من الظروف الفارغة..

ومازاد الطين بله انه درج بعض الاسماء من المتورطين في اقتحام مباني ومكاتب وسائل الاعلام وحرق ابنيتها واصفا بانهم مجموعة مسلحة ولم يشر الى الجهة التي ينتمون اليها والادهى , قد تم اطلاق سراحهم فورا بكفالات ضامنة في حين مازال العديد من المتظاهرين قيد الاعتقال ولم يسمح لهم باطلاق سراحهم كما حصل مع المسلحين الذين اثبت القضاء تورطهم بجريمة الاعتداء بحسب التقرير الحكومي .. انها ورب الكعبة مهزلة ما بعدها مهزلة واستخفاف صارخ بالشعب واهالي الضحايا والجرحى وبالمتظاهرين العزل ..

ان مازاد الطين بلة ايضا التقرير وجه اتهام الى وسائل الاعلام وأنب الاجهزة الامنية وبعض القيادات بمنح حرية التجوال داخل المناطق وكأنه يطالب بحبس الشعب في منازله وعدم الخروج حتى من ابواب المنازل .. التقرير سياسي بامتياز وبائس وهزيل ولم يلبي المطالب الشعبية ولا حتى مطالب المرجعية الدينية الرشيدة , بل كان ملبيا لاارادة الاحزاب الفاسدة لقد مزق الشعب اوراق تقريركم البائس والمجامل ويقول لكم نقعوه بالماء واشربوه لانه لم يعد مقنعا للجميع ..