بغداد - المركز الخبري المستقل
خطط إعادة إعمار مدن العراق المدمرة المقدرة تكاليفها 88.2 مليار دولار قد تكون بمثابة متنفس ضروري لبث حياة جديدة لقطاع مقاولات البناء الاردني الذي يعاني الكساد منذ زمن.
عضو الهيأة الإدارية لاتحاد مقاولي الإعمار الأردنية المهندس عبد الحليم البستنجي، وصف اتفاقية تم توقيعها مؤخرا بين العراق والاردن لمنح الاخير عقود إعمار بموازاة نظرائهم العراقيين على أنها فرصة ثمينة أرسلت من السماء.
وقال البستنجي: 'مضى يومان فقط منذ أن وقعنا الاتفاقية ولكنني تلقيت مكالمات لاحقاً تتعلق بخصوص جلب الكتب والوثائق ذات العلاقة الضرورية. المقاولون متحمسون جداً للعمل مرة أخرى'.
رئيس اتحاد مقاولي الإعمار الأردنية أحمد يعقوب، أعرب أيضا عن تفاؤله بهذه الاتفاقية، مشيراً إلى أن 'قطاع الإعمار في الاردن سيشهد طفرة نوعية عبر هذه الاتفاقية'.
واستناداً لإحصائيات قدمت في مؤتمر مانحين مخصص لجمع مساعدات مالية لمشروع إعادة إعمار العراق الذي تم التعهد خلاله بثلث ما قدر من مبالغ مطلوبة، فقد ورد بأن 22 مليار دولار يجب تخصيصها لمشاريع إعادة إعمار عاجلة.
المؤتمر الذي بالكاد غطّى احتياجات الخطة العاجلة لم يكن بذلك المستوى واستناداً لعدة تقارير أعقبت المؤتمر فإن سبب ذلك يرجع لتحفظات دول مانحة إزاء معدلات الفساد الإداري المتفشية في العراق التي استشهدت بتقرير مؤشر الشفافية الذي أدرج اسم العراق ضمن أكثر عشر دول فساداً في العالم.
مصطفى عنابي، صاحب شركة إعمار أردنية ينوي المشاركة في مشاريع إعادة إعمار العراق، يقول إن 'الأردن ليس كباقي الدول المشاركة في المؤتمر الذي من المتوقع ان يكون دورها بتقديم منح أو قروض للعراق، فإن الاردن من ناحية أخرى ستقوم بتوفير مساعدة حقيقية'، مضيفاً 'سنجلب معداتنا وعمالنا وليس لدينا مخاوف من أن يتم خداعنا أو استغلالنا'.
ووفقاً للاتفاقية الموقعة بين البلدين فإن لاتحاد المقاولين العراقيين الحق بأن يمنع أي شركة أردنية من مزاولة أي عمل إعماري في العراق ما لم يكن لديها شهادة تصنيف سارية المفعول صادرة عن وزارة الأشغال والإسكان العامة ومسجلة لدى اتحاد مقاولي الإعمار الأردنية.
وقال العنابي 'حصول الشركة على شهادة تصنيف هو بحد ذاته وثيقة ضمان. وفي حال مواجهتنا لأي مشكلة في العراق فإن اتحاد المقاولين العراقيين سيتولى دور اتحادنا الأردني للمقاولين ويحمي مصالحنا'.
رئيس اتحاد المقاولين العراقيين علي السنافي قال انه بعد مرور ثلاث سنوات على حرب مدمرة وطاحنة لتحرير البلاد من داعش فإن العراق بحاجة إلى خبرة أردنية في مجال الإعمار ومشاريع نقل وتصريف المياه.
من جانب آخر قال عضو الهيئة الإدارية لاتحاد المقاولين الأردنيين سعيد شايب، إن الاتحاد مستعد جداً لتسخير موارده لاستخدامها في العراق، مشيراً الى أن الاتحاد يسعى لتشكيل وكالة يمكن من خلالها توفير خدماتنا لدول مجاورة في مشاريع الإعمار وإن هذه الاتفاقية فرصة جيدة لتسهيل هذه الخدمات.
0 تعليقات
نرحب بتعليقاتكم